ثانية وثالثة ، والى الابد : النواب ضد ارادة الشعب

ثانية وثالثة ، والى الابد : النواب ضد ارادة الشعب

يوم كتبت في هذا الموقع مقالاً بعنوان : نواب الشعب ضد ارادة الشعب دائماً ، تلقيت انتقادات حادة من عدد اصدقائي اعضاء مجلس النواب  ، فيما ابدى كل اصدقائي ومتابعيّ على وسائل التواصل الاجتماعي التاييد التام للمقال .

مناسبة هذه المقدمة هي الاوضاع التي آلت اليها المؤسسة التشريعية العراقية التي عجزت في الايام القليلة الماضية عن عقد جلسة نظامية باسلوب كسر النصاب لمجرد ان مشروع هذا القانون او ذاك التشريع لا يعجب هذه الكتلة او ذلك الحزب او تلك القومية او الطائفة ، واذا اردتم ان اعطيكم امثلة فعليكم ان تحضروا سجلات لتسجيل النقاشات والاراء والآراء المضادة والتقاطعات الحادة بين الاعضاء حول كل شيء واي شيء .. الاشياء الوحيدة التي يتفقون عليها ويسعون لها سراً وعلانية هي امتيازاتهم .. ومنها القرار الاخير باستيراد سيارات جديدة مصفحة للاعضاء ، والذي اعلنه عضو المجلس الاسبق القاضي وائل عبد اللطيف على ذمته ، ونفى المتحدث باسم المجلس ان تكون السيارات المعنية للاعضاء ، بل هي لضيوف المجلس ، وكأن الضيوف متواجدون يومياً وطوال العام في مضيف المجلس .. او كأن المجلس لا يمتلك الان مركبات للضيوف !!!.

اكثر ما اثار استياء كل الشعب القرار الذي مرره اخيراً مجلس النواب بمنح اعضاء وافراد عوائل اعضاء وعوائل جميع المؤسسات : التنفيذية والتشريعية والقضائية جوازات سفر دبلوماسية مدى الحياة وباثر رجعي منذ اول دورة برلمانية بعد الاحتلال الامريكي البغيض للعراق في العام ٢٠٠٣ .. وهنا اكرر ، ولعل في التكرار فائدة ( واشك في ذلك ) وارجو واطلب ان تبادر اي مؤسسة عراقية اعلامية او قناة او صحيفة لاجراء استبيان او استفتاء شعبي ونستمع الى راي الشعب في هذا القرار او غيره .. وسترون كم ان الشعب ( يحبكم ) ويتقبل قراراتكم  وانتم تقولون انكم ممثلون عن الشعب ، حيث ان المعروف عنكم انكم تصيبون الابرة وتخطئون الجمل !

ولنناقش هذا الامر بهدوء : فبأي حق تعطون جواز سفر دبلوماسياً مدى الحياة لمولود ولد قبل عشر سنوات من الان لمجرد ان اباه كان عضواً في الجمعية الوطنية او الدورة الانتخابية الاولى او الثانية او مان وزيراً او ابن سفير او قنصل ، او تعطونها لمولود سيولد مستقبلاً لان اباه كان في يوم ما عضواً في مجلس النواب او الوزراء ، وكان هذا الاب قد قضى دورته الانتخابية دائم السفر والغياب ، او نائماً طيلة حضوره او انه صعد عضواً في المجلس قبل شهر او ايام من انتهاء الدورة التشريعية لسبب وفاة عضو  اخر او بديلاً عن اخر سُحبت عضويته !!؟؟ ربما اكون مخطئاً في استنتاجاتي هذه ، فليطلع علينا احدهم ويفصل لنا مبررات واسباب وتفاصيل هذا القرار ومن هم المشمولون فيه وهل هو مشروع قرار من الحكومة حتى نحملها المسؤولية مناصفة مع مجلس النوام …. ثم هل يعلم السادة النواب ان عدد الجوازات الدبلوماسية الان حسب احصاءات وزارة الخارجية وجهة إصدارها وزارة الداخلية قد تجاوز الخمسة والثلاثين ألفاً .. وهو رقم يفوق بكثير عدد الجوازات الدبلوماسية لدولة كبرى وعظمى مثل الولايات المتحدة الامريكية ( كما هو معمول في غيرها من الدول ) والتي تمنح الجواز الدبلوماسي للعاملين في السلك الدبلوماسي حصراً طيلة مدة تكليفهم بالوظائف العامة وينتهي مفعوله ويسحب بعد إنتهاء مهام عمله .. والأدهى والامر هو الاسباب الموجبة لهذا القرار والتي لاتمت الى الواقع ولا الى الحقيقة باية صلة حيث جاء في ديباجة القرار انه اتخذ ( بغية تنظيم الية منح جوازات السفر الدبلوماسية لاعضاء السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية !! ) .

ثم الا تلاحظون انكم بمنح هذه الجوازات قد ميزتم عراقيين على اخرين بدون وجه حق ، وهو مخالف للدستور الذي يضع العراقيين سواسية في الحقوق والحريات والواجبات .. ثم اريد ان اسالكم سؤالاً واحداً فقط : من هو الأحق بالجواز الدبلوماسي : ابن عضو مجلس النواب او الوزير او القاضي أياً كان ، ام ذلك المواطن ( من الجنسين ، وبغض النظر عن قوميته وعرقه ودينه وطائفته ) الذي يرفع اسم العراق عالياً من الرياضيين والفنانين والادباء والمعماريين والعلماء والاساتذة الذين لاحصر لهم في عراق اليوم ؟؟؟ .

اقول قول ورايي هذا ويدي على قلبي من ان يقوم السيد رئيس مجلس النواب القديم الجديد بمقاضاتي امام القضاء العراقي او الإنتربول ، حيث كانت اول قرارت السيد الرئيس هو الايعاز لدائرته القانونية بمقاضاة اي عراقي ينتقد عمل البرلمان .. علماً ان الدستور العراقي الذي يعمل وفقه البرلمان يضمن للمواطن ان يقول رايه في كل شيء بحرية وهذه الحرية مقدسة ومضمونة ومصانة ، واقول للسيد رئيس المجلس : ياسيدي ليس في كلامي اي تطاول على مجلسكم الموقر : فالسيادة مصانة والامن مستقر ومستدام ، والشوارع فاضية والرغيف كبير ( حسب قول الزعيم عادل امام )،وجلساتكم منتظمة وعال العال وسياراتكم كلها موديل ٢٠٠٠ واحتمال تشتغل دفع .. والشعب مرتاح لكم جداً ويحبكم والدليل ان نسبة مشاركة الشعب في الانتخابات الاخيرة التي جئتم الى المحلس اثرها كانت اقل من عشرين في المائة ، وهذه ليست من إحصائياتي و تخرصاتي ضد مجلسكم العامر ، بل هي ارقام المفوضية المستقلة ( وانتم تعلمون علم اليقين انها ليست مستقلة ) .. كما ان قراراتكم كلها للشعب ومن اجل الشعب ورفاهيته وسعادته ، وخير مثال على ذلك تصويتكم على القرار الاخير بمنح عوائل النواب واولاد اولاد اولادهم جوازات سفر دبلوماسية وباثر رجعي ومستقبلي ومدى الحياة ، وصرف اكثر من نصف ترليون دينار لشراء سيارات لضيوف مجلسكم العامر ، وما أكثرهم  ، وعاشت ايديكم طبعاً ، قابل تخلون الضيوف ياخذون تكسيات بهذا الازدحام ؟!