مدينة يقطنها ما أكثر من نصف مليون مواطن , وتمثل المدينةالقديمة (25%) من سكانها , و(الجديدة) النسبة الباقية , وهيتفتقد للتخطيط العمراني المعاصر , بينما كانت جميلة وادعة ذات مواصفات حديثة , وبنايات عامرة تمثل واجهة الدولة الإدارية.

ومع تواكب الأنظمة الجمهورية أخذت تفقد ملامحها , وتصاب بإضطراب عمراني خالي من التخطيط المتوافق مع العصر , وبقي كل شيئ على حاله وهي تتوسع , وتستضيف مئات العوائل المهجرة من المدن القريبة ومن أطرافها.

فبلديتها لا تزال بإمكانات أقل مما كانت عليه قبل عقود , ومستشفاها , ومدارسها ودوائرها الحكومية.

ومنذ أكثر من عقدين وهي في حالة جمود , وحصار خانق أثر علىمواطنيها , وتحولت إلى ثكنة عسكرية بكل ما تعنيه الكلمة.

وكانت تعتمد في إقتصادها على الزيارات المتنوعة , فهي منطقة سياحية ودينية , يأتيها الزائرون , واليوم لا يتفاعلون مع أبناء المدينة , ولا تستفيد إقتصاديا منهم , فكأنهم يدخلون معسكرا في حالة طوارئ.

المدينة إنقلبت رأسا على عقب , وما عادت بنكهتها الدينية والتأريخية والحضارية , وفقدت الكثير من ملامحها , وغاب جمالها , وساد فيها الخراب والإضطراب والفساد.

ويبدو أنها لا تنال الإهتمام الكافي , فمطالبها تركن جانبا , ويستهان بها , ولا تجد التعامل معها على أنها مدينة مقدسة كمثيلاتها من المدن المقدسة في البلاد.

فبعد السنوات العجاف لابد أن تنتبه الجهات المسؤولة لحاجاتها , وتحررها من الحصار والهيمنة العسكرية الشديدة.

إنها أشبه بالمدينة المٌستهدفة بالعدوان!!

فهل ستنال الرعاية اللائقة , وتُلبى طلبات المواطنين فيها؟!!

“وليس يصح في الأفهام شيئ…إذا احتاج النهار إلى دليلِ”!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات