مدينة ذات حضارة عريقة وتأريخ ساطع منير , تعاني من الإهمال والتجاهل والدمار , وكأنها لا تحتضن ثلاثة أئمة , وليست من أغنى بقاع الدنيا الأثرية.
مدينة بلا شوارع معاصرة , ولا مجاري قادرة على تصريف المياه , وتبدو العديد من مناطقها وكأنها مهجورة , وبعضها مجمدة ويمنع على أصحابها التصرف بها لأسباب مفتعلة.
الشوارع التي كانت تصل بالروضة العسكرية تحولت إلى خرائب ومصدات , وتضاءلت فيها النشاطات والتفاعلات الإنسانية مع الزائرين والسائحين.
المدينة لا يوجد فيها كورنيش , ولا فضاءات ترفيهية , ويمنع على أبنائها ربما الإقتراب من الماء , كما تخلو من المتنزهات , والمعالم العمرانية المعاصرة.
كان فيها متنزه عند مدخلها , تم إزالته وتحويله إلى يباب , كما أن جزراتها الوسطية الخضراء أضحت جرداء , والعديد من معالمها وشواهدها تعاني الخراب.
مكتبتها العامة أصابها الإهمال بتآكل شديد , وكأنها مكب للنفايات , وهي من المعالم التي ولدت في زمن المملكة , وكذلك مدرستها الإبتدائية الأولى هناك محاولات إستحواذية للنيل منها , وهي أيقونة معرفية خرّجت رموزا لهم دورهم الثقافي والعلمي في الحياة.
أما مستشفاها فلم تتطور كثيرا , ولا تستوعب حاجات المواطنين , وما أحوجها لمستشفى معاصرة ذات طوابق تخصصية.
المدينة بحاجة إلى إلتفاتة مسؤولة لتحديثها والإرتقاء بها إلى مصاف المدن الأخرى التي تسمى مقدسة.
فهل يليق بالأئمة الراقدين في ثراها أن يصيبها ما أصابها من التجاهل؟
لماذا لا توجد فيها فنادق , وبنايات كما هو الحال في باقي المدن الأخرى التي ينشط فيها العمران؟!!
المدينة تنادي وتناشد الغيارى , فهي أيقونة حضارية وطنية تستحق الرعاية الفائقة والإهتمام الجاد!!
فهل من غيور يجيب؟!!
والمدن بأهلها!!
د-صادق السامرائي