الكراسي ذات فحولة عارمة , لاتخص مجتمعات الأمة , وإنما فاعلة في كراسي المجتمعات الأخرى عبر العصور.
فالجالس على كرسي السلطة فحل الفحول , وصاحب قوة لا تُضاهى.
ومن الأمثلة على الفحولة الفائقة , أن الخلفاء يقدَمون للأجيال على أنهم أكباش وسط قطيع من الجواري والغلمان.
فمنذ ما قبل التأريخ , والقادة يُصفون بأنهم أصحاب فحولة طاغية.
ولهذا تجدنا أمام قصص أشبه بالخرافات , فيذكرون أن هذا الخليفة لدية أربعة آلاف جارية , وذاك مئات الجواري , وغيرها من التدوينات الخالية من الواقعية والصدق.
أكثرها أكاذيب مسطورة وبتكرارها تحولت إلى حقائق يصعب الإقتراب منها , ومساءلتها والبحث في مدى مصداقيتها.
الفحولة المرسومة لا تتوافق مع قدرات البشر الفسلجية , وتقدّم الفحل المهيمن على السلطة على أنه آلة روبوتية , لا هم لها إلا المواقعة اليومية للجواري والغلمان على مدى ساعات اليوم , وفي ذات الوقت يبدو بطلا عسكريا وسياسيا بارعا وصاحب إنجازات , ويصلي في اليوم كذا ركعة , ويتصدق , ويغزو , ويدير شؤون الإمبراطورية بكفاءة خارقة.
فهل يصح في الأفهام هذا الهراء الهزيل؟
والحقيقة أن القراءة النفسية للتأريخ تكشف أن معظم أصحاب الكراسي , كانوا في حالة من القلق الشديد فالشكوك والمخاوف تتملكهم , ولا يستطيعون النوم بأمان تام.
وأكثرهم يموت مبكرا أو تدبر له مكيدة نكراء.
فعن أي فحولة وقدرات توهمية يتحدثون؟!!
د-صادق السامرائي