الوحش يقبض على عنق الفريسة , ومن حوله الضباع والذئاب وفوقه تحوم الطيور الجارحة , وهناك مَن يرى بأن الفريسة ستتحرر من بين فكيه , وتتخلص من عضة أنيابه القاتلة.

هل أنها القرود أم الثعالب التي تتمنطق بذلك , أو الحمير التي تبحث عمّن يمتطيها؟

الفريسة لذيذة , والوليمة جاهزة , فلماذا تعافها الأفواه السابغة؟

التحليلات محيرة , فهل وجدتم مشروعا مربحا , يسعى صاحبه إلى تدميره؟

الوحوش تستثمر في ضحاياها , وتطور أساليبها وقدراتها للحصول على أكبر عدد منها , فهل وجدتم أسدا جائعا يرأف بغزالة؟

المشكلة أنهم لا يبصرون , وفي تصوراتهم يعمهون , وكأنهم من الغافلين.

ما دامت الثروات تتدفق بأمان , والمصالح محروسة بحرص وإيمان , فلن تغير الأنهار مجاريها , ولن تبدّل الأبواب والشبابيك , وسيتعزز ما كان.

في دنيا الغاب الدولي , لا مكان للرأفة والإنسانية , وحقوق الإنسان , هذه شعارات وطروحات للإستهلاك والضحك على ذقون المساكين , فيوضع لهم طُعُم فوق المائدة وتحتها مصائد ووعيد.

لا يوجد مَن يقدم مصالح غيره على مصالحه , والجميع مرهون بأن ” مصائب قوم عند قوم فوائد”!!

لماذا الإجهاز على كل سحبان بيننا , وإسناد البقلاء لتولي مناصب الحكماء , وأفواههم ترطن بالأخطال , والإذلال.

صارعوا الوحوش إن كنتم من أصحاب العزم الشديد , والسلوك الوطني الحميد , والغيرة على أمة الرسال السديد الرشيد.

فهل يستطيع الواحد منّا أن يقول ها أنا ذا؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات