ألمتابع لتاريخ ألضعفاء عبر ألتاريخ و خصوصاً ألعرب في تاريخنا ألمعاصر, يلاحظ ان أغلب أفعالهم هي ردود أفعال, أي أنهم لايملكون ألمبادره, أو قل لا يفعلون ما يحلوا لهم بعد تخطيط و تفكير بعيداً عن ألمؤثرات ألتي هي في أغلب ألأحيان أفعال غيرهم.
فاذا أخذنا ألعراق كنموذج و ألتاريخ ألمعاصر كمثل, فاننا نلاحظ أن ألاستعمار ألانكليزي في ألعراق كان يُجابه بالمقاومه التي كانت تُبارك دائماً من ألجميع, علماً ان المقاومه لأي عاقل و غير عاقل هي من ردود ألأفعال ألمتوقعه لأي احتلال و التي تكون متوقعه من ألاستعمار نفسه و ألتي و ضعت لها ألحلول من قِبله.
و هكذا استمر هذا النهج المتوقع في البروز في جميع ألأحداث التي تعاقبت و الذي كان سببه ضعف ألأمه التي لا تملك أن تفكر في ألبدائل, و منها ان ألأمه تفقد ألمبادره في حياتها و تكون أفعالها كلها ردود أفعال.
استعمر ألانكليز ألهند لكن أفعال ألشعب ألهندي بقيادة ألمهاتما غاندي كانت غير متوقعه لأن ألمهاتما غاندي قرر أن لا ينجر ألى ما خَطط المحتل له و أن لا يكون عنصر من عناصر تحقيق خُططه, بل ألذي فعله ألمهاتما غاندي هو ألنضال ألسلمي و ألذي رفعه شعاراً حتى على مستوى ألأفراد أيضاً, فعندما كان هندوسياً يقتل مسلماً أو بالعكس, كان غاندي يطالب صاحب ألثأر أن لا ينجر ألى ردة ألفعل و يقتل ألقاتل بل يصفح أو يترك للقانون تولي ألأمر. و هكذا انتصر غاندي و انتصر شعبه عندما لم يسمح للمحتل أن يجعله عنصر من عناصر خطته او أن يفعل ما يطابق توقعاته.
أما نحن و بردود أفعالنا ألمتوقعه و بعد ما يقارب ألقرن من ألزمن فشلنا و فشلت ردود أفعالنا, كما يقول ألمثل ألشعبي (لا حظت برجيلها و لا خذت سيد علي).
يقول ألسيد ألمسيح:”من ضربك على خدك ألأيمن فأدر له ألأيسر”. ألمتوقع من ألذي يُضرب على خده أن يَرد ألضربه أو ألضربات¸لكن ألسيد ألمسيح ينظر ألى أبعد من ذلك, فعندما تدير خدك ألأيسر للذي ضربك على ألأيمن, فأنت تقول له أذا كان ضربك لي يريحك فلابئس أضربني مرة أخرى حتى ترتاح, بمعنى أنك تقول له بأنني حاسس بك و بمعاناتك و مستعد لأعطائك من نفسي لكي ترتاح. فألذي أتوقعه بأنه سيرتمي عليك و يعانقك و يطلب ألصفح منك.
حبذا لو استعملت ألحكومه ألعراقيه هذا ألمبدأ مع شركائها في ألبلد لكان ألنجاح غير متوقع كما هو ألأسلوب غير متوقع و غير مألوف, علماً لقد استعملته مع ألمحتل ألأمريكي و نجحت بأخراجه!!!