لن تلد المعزة خروفا يا أيها المحللون الألباء , فأولياء النعمة لا يفرطون بأدواتهم اللازمة لتأمين المصالح وإنجاز الأهداف , وما يسعدهم يدوم وما يضرهم مهزوم.
إنها معادلة أنانية جنونية لا تقبل القسمة إلا على الرقم واحد , فلماذا السباحة في محيطات الوهم وخداع الأجيال بأن العوم يسير , والسراب حصير؟
ولماذا تريدون الناس أن تطارد خيط دخان , وتتغرغر بالدجل والبهتان؟
العملة تحركها إرادة صاحبها وخياراته , فهل وجدتم عملة تختار مصيرها؟
كل شيئ على ما يرام , وما أسعد المكتفي بغيره , وهو يعاقر أحلامه التي يحققها له المغفلون المنتمون للمجهول , الذين تنتظرهم مزابل التأريخ النتنة.
لا شيئ سوى الآن , ولذائذ السطوة والإمكان , والعدوان والإمتهان , فالغاب دستور وعنوان , والفساد من الإيمان , وكل مَن عليها شيطان , والناس في عرف الإستحواذ كالصيصان.
وإن بلغ السيل الزبى , فلا يضر الراقصين على قمة الجبل الذي سينجيهم من الطوفان , فكل شيئ بحسبان , وتلك الأيام متداولة بإتقان , ويوم لكم ويوم عليكم , وما تغيرت طبائع الأزمان.
فحي على شر العمل , وهيا للأمل , المصحوب بالسم والعسل , وإنها لصيحة واحدة , لا تخطر على بال وهي القارعة.
والجنون فنون , مثله الإستبداد يكون , تعددت رموزه والجور واحد , والظلم سائد , ولكم في الفساد حياة يا أصحاب الكراسي , وصناع المآسي.
فعن أي جديد تتحدثون , وهل في المستنقع سوى التصارع من أجل البقاء حتى الموت الأكيد , فالشمس لا ترحم , والماء يتطع للتبخر والرحيل من عفونة المكان.
ولا تقل ليس في الإمكان خيرٌ مما كان , فالبشر إنسان , وقادر على الدمار والبنيان.
ومَن شاء فليقرأ مسلة الأحزان المنتصبة في سوح البلدان!!