1 . ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم: 3، 4 ﴾ ، حول تفسير هذه الآية ، أنقل بأختصار مقالا د . عثمان محمد غريب ، من موقع / الألوكة { يستدلُّ بعض العلماء بقوله تعالى: على حجيَّة السنَّة ؛ لأنَّ الآية في نظرهم عامَّة لكل ما يَنطق به الرسول ، سواء كان قرآنًا أو غيـرَ قرآن ، والأصل في العموم أن يبقى على عمومه ولا يُخصَّصَ إلا بدليل ؛ قال الغزالي : ” وقول رسول الله حجَّة ؛ لدلالة المعجزة على صدقه ، ولأمر الله تعالى إيَّانا باتباعه ” ، ولأنه ” لا يَنطق عن الهوى .. ” ، لكنَّ بعض الوحي يُتلى فيُسمَّى كتابًا ، وبعضه لا يُتلى ، وهو السنَّة . قال القرطبي : ” وفيها أيضًا دلالة على أن السنَّة كالوحي المنزَّل في العمل ” ، وقال آخرون : إنَّ الآية خاصة بالقرآن ، ولا علاقة لها بالسنَّة .. * : أخبرنا القرآن الكريم بأنَّ اتباع الهوى منهيٌّ عنه ؛ لأنه يؤدِّي إلى الوقوع في الضلالة عن سبيل الله تعالى ، وَمَن ضلَّ عن سبيله له عذاب شديد؛ قال تعالى: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى .. ﴾ . فهل تقبل أن يكون سيد الخلق – بآبائنا هو وأمهاتنا – متبعًا لهواه ، ضالاًّ عن سبيل الله .. * : أخبرنا القرآن الكريم بأن من تكون الجنة مأواه هو مَنْ نهى نفسَهُ عن الهوى ، وقال : ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى / سورة النازعات 40 ، 41 ﴾ ، فهل ترضى لنبيك ألا يكون ممَّن نهى نفسه عن الهوى ، ومِن ثَمَّ لا يكون من أهل الجنة ؟!. ويضيف د . غريب { وأنا لست هنا بصدد الترجيح لرأي دون آخر ، بَيْدَ أنني هنا أوجِّه إلى هؤلاء المُنكِرين لحجيَّة السنَّة سؤالًا : لو أخذنا بهذا الرأي الثاني ، وسلَّمنا بأن الآية خاصة بالقرآن الكريم دون السنَّة النبوية ، فهل يَنطق رسول الله خارج القرآن عن الهوى؟! } . 2 . من موقع المصحف الألكتروني لجامعة الملك سعود / تفسير القرطبي .. أنقل تفسيرا للآية ” قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا / سورة الكهف ، (110) ” { قوله تعالى : قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أي لا أعلم إلا ما يعلمني الله ، وعلم الله لا يحصى ، وإنما أمرت بأن أبلغكم بأنه لا إله إلا الله . فمن كان يرجو لقاء ربه ويخشى عقابه .. فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال ابن عباس : نزلت في جندب بن زهير العامري قال : يا رسول الله إني أعمل العمل لله ، وأريد وجه الله ، إلا أنه إذا اطلع عليه سرني ; فقال النبي : إن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب ولا يقبل ما شورك فيه .. وقال طاوس قال رجل : يا رسول الله ! إني أحب الجهاد في سبيل الله وأحب أن يرى مكاني فنزلت هذه الآية . وقال مجاهد : جاء رجل للنبي ، فقال : يا رسول الله ! إني أتصدق وأصل الرحم ولا أصنع ذلك إلا لله فيذكر ذلك مني وأحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به ، فسكت رسول الله ، ولم يقل شيئا ، فأنزل الله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا .. } .
القراءة : * بداية ، لا بد لي أن أعلق على ما ورد من تفسيرات : فبالنسبة ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى .. ﴾ ، فالأمر بيين ، فالفقهاء أنقسموا لقسمين ، فمنهم من قال ، أنها تخص ” القرآن دون السنَّة النبوية ” ، على أساس أن الوحي قرآني ، وأخرين قالوا أنها تخص ” القرآن و السنَّة النبوية معا ” ، تأسيسا على أن الرسول لا ينطق خارج القرآن عن الهوى ! . أما آية ” قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ .. ” ، هنا أن محمدا أنما هو بشر يوحى له ، وينقل ما يوحى له لقومه ، كالتوحيد وعدم الشرك بعبادة الله والعمل الصالح .. * الأمر المهم ان محمد بن عبدالله كان بشرا عاديا ، وهذا الوضع جدا أساسي ، وبمعنى أخر ، رفع هالة القداسة عنه بأعتباره ” بشرا مثلكم ” وينطبق عليه ، من أنه يخطأ ويصيب ، وفق حديثه القائل ” كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ” . * من جانب أخر – وبعيدا عن تفسير الفقهاء : أرى وضعا من التناقض بين النصين ، فمن جانب ، أن النص الأول يوصف محمدا من أنه ” لا ينطق عن الهوى ” ، ومن جانب أخر ، يوصفه النص الثاني على أنه ” بشرا مثلكم ” ! . أي فردا عاديا ، أنما يوحى له . * مما سبق نستنتج ، من أن كتبة النص القرآني ، لا يدري أحدهم بما كتب الأخر ، أو لا يقرأ الأخرون مما كتب الأولون ! ، وهذا أشكال كبير بمصداقية النص القرآني . * ولو سلمنا جدلا من ” حجيَّة السنَّة النبوية ” ، وطبقنا ذلك مثلا على : سنة شرب أبوال البعير ( ففي مسند الأمام أحمد ، ومعجم الطبراني ، ومسند الحارث .. عن أبن عباس ، أن النبي قال: إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم. وذكر الحافظ أنه رواه ابن المنذر ، وفي إسناد الحديث ابن لهيعة ) ، فهذا يعني من أن محمدا قال هذا بوحي من الله ، والتساؤل : لم الله أوحى هذا لمحمد ، ولم يوحي بذلك لأنبياء من كان قبله ، كموسى والمسيح .. هذا مجرد تساؤل ! .
أضاءة : أختم هذا البحث المختصر بما يلي :- بما أن أغلب الفقهاء يقول ، أن تفسير آية ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى .. / سورة النجم ﴾ ، ترتبط بالقرآن ، وليس بسنَّة محمد ، وما دام محمد وفق الآية ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ .. / سورة الكهف ) هو ” بشرا مثلكم ” أذن لم يقتل كل من أنتقد ، أو مس محمدا بكلمة أو حتى بأشارة غير مباشرة ! وعليه : ما دام محمدا فردا عاش ومات ودفن ، وفق حقبة زمكانية معينة ، أذن يجب أن تخضع رسالته وسيرته وسننه ، للتدقيق والتمحيص . وأرى أن مقولة ” ألا رسول الله ” يجب أن ترفع ، حتى تخضع الدعوة المحمدية “للنقد والبحث الأكاديمي” . نقطة رأس السطر .