ثمة إحداثيات تفرض نفسها بقوة على المشهد العربي الراهن ، بل على طاولة الشرق الأوسط لاسيما وأنها تتعلق بالوجود الصهيوني بالمنطقة ، الأمر الذي يدفعنا طواعية إلى تجديد التذكرة بالرؤية الصهيونية ومزاعمها بمنطقة الشرق الأوسط ، منها التبعية الإدراكية المستدامة التي تدشنها منذ مدى بعيد الآلة الصهيونية بالمنطقة ، وهي فكرة الحضور الذهني المستمر والمزمن للوجود الصهيوني بالعقلية العربية ؛ من أجل أن يظل العقل العربي الراهن أسيرا للنماذج المعرفية الصهيونية الوافدة .
هذا ما دفع الكيان الإسرائيلي إلى تدجين ظاهرة الصهيونية العالمية كبقاء دائم بالذهنية العالمية ، ولعل هذا التوجه الكوني هو ما جعل ساسة إسرائيل تسعى إلى إعادة التشكيل الحضاري الصهيوني بالمنطقة بمساعدة الغرب الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا عقب ما عرف شعبويا بثورات الربيع العربي .وهذا التشكيل ترجع جذوره قديما إلى تيودور هرتزل حينما فكر ثم أعلن إنشاء دولة يحميها القانون العام الدولي ، وهو يزعم أن القانون العام هو تكاتف ومساندة أوروبا والولايات المتحدة لتلك السياسات المرسومة . لذلك اهتم السادة الصهيونيونمنذ إعلان تيودور هرتزل لأفكاره بشأن تكوين دولة لإسرائيل إلى القيام بمغامرات اصطلاحية لتفتيت المفاهيم السياسية والتاريخية العربية من ناحية ، وتكوين وترسخ مصطلحات أخرى جديدة من ناحية أخرى ؛ منها أرض المعاد ، وأرض الأجداد ، وكان هذا مفاده تدجين العقلية العربية لاستيعاب فكرة الوجود الصهيوني بالأراضي العربية دونما أدنى مقاومة .
وتعود البداية الحقيقية لنشأة الحركة الصهيونية إلى ذلك المؤتمر الذي عقده اليهودي النمساوي تيودور هرتزلفي مدينة بازل السويسرية في عام 1897م ؛ لاختيار المكان المناسب الذي يمكن أن يهاجر إليه اليهود ويقيموا فيه وطنهم ، ولم تكن فلسطين هي الخيار الأول كما يذكر الدكتور محمد علي حلة في كتابه ( تاريخ الحركة الصهيونية ) بل اختلفت الآراء بين عدة دول في آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ومنها الأرجنتين وكندا وأوغندا وموزمبيق وقبرص ومنطقة العريش في مصر.. ولعل اختيارهم لفلسطين يرجع إلى ثمة عوامل حاسمة أبرزها ضعف الدولة العثمانية التي عرفت بالرجل المريض فضلا عن عدم اعتراض كل الدول الاستعمارية ذات الأطماع الخبيثة في دول العالم الإسلامي .
ومنذ ذلك الوقت نجح اليهود في الاندماج المطلق في أجهزة البلدان الإسلامية ، والقارئ لكتاب المؤرخ الإسرائيلي صموئيل أتينجر أستاذ التاريخ اليهودي الحديث بالجامعة العبرية بالقدس والموسوم بـ ( اليهود في البلدان الإسلامية ) يستطيع أن يرصد من خلال 445 صفحة حجم التوغل والتغلغل والانتشار السريع والخطير لليهود في كافة أجهزة الدولة الإسلامية في الفترة من 1850م وحتى 1950م ، وهو يرصد عجيبة من عجائب العرب حيث أن السلطات العربية حرصت على جباية الجزية من اليهود خلال هذه الفترة التاريخية وتطبيق القوانين الإسلامية ، ورغم ذلك أتاحت لليهود في نفس الوقت تقلد العديد من المناصب المهمة ؛ فكان حسداي بن شبروط في بلاط الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث ، وشموئيل خناجيد في غرناطة .
وشغل اليهود في العصر الحديث العديد من المناصب المهمة ؛ فكان معظمهم من رجال الاقتصاد والأطباء ، وإبان فترة حكم المماليك للعراق التي امتدت من عام 1750م وحتى عام 1831م ، كان كبير الصرافين عادة من اليهود ، وكان شيخ الطائفة اليهودية يشغل عادة هذا المنصب ، وكان اليهود يتولون أيضا مسؤولية إدارة بيت المال وهذه من المشاهد الأكثر غرابة في تاريخ بلاد العرب !.
وبالرغم من أن رجال الدين بالشرق الإسلامي أعربوا مرارا وتكرارا عن تحفظاتهم إزاء تعيين اليهود في المناصب القيادية بالدولة الإسلامية الكبيرة إلا أن الحكام لم ينظروا بعين الاعتبار إلى هذه التحفظات ، وهذا ما أشار إليه المؤرخ الإسرائيلي صموئيل أتينجر ، خاصة نهم كانوا يرون أن تولي أبناء الأقليات غير المسلمة للمناصب القيادية لا يعرض الإسلام إلى أي خطر ، ومع هذا كان الحكام يخضعون في بعض الأحيان لرجال الدين ، وكانوا يقيلون اليهود من مناصبهم إذا ما رأوا أن هذا لا يتفق مع مصالحهم ، وفي أحيان أخرى موازية كانوا يشجعون اليهود على اعتناق الإسلام للحفاظ على مناصبهم.
بل اشتملت الرؤية الصهيونية على خطة نقل يهود العالم إلى أرض فلسطين العربية ، ونقل العرب خارجها وهو ما يحدث بالفعل منذ عام 1948م ، ولم يحدث هذا إلا من خلال دعم الكيان الصهيوني لمخططات تعدد الهويات والانتماءات الدينية والعرقية والطبقية بين شعوب البلدان العربية ، ولعل غياب الوعي العربي الجمعي نظرا لظروفه السياسية الداخلية ومشكلاته الاجتماعية الاقتصادية ساعد شيوع تلك المخططات بفعالية وقوة وسرعة انتشار أيضا. ولعل اعتماد الأيديولوجية الصهيونية على الإعلام ووسائطه كان بمثابة الرصاصة التي انطلقت كي لا تخطئ الهدف .
وربما نجح الكيان الصهيوني رغم صورته الذهنية لدى العقلية العربية بأنه غارق في الملذات واللهو واللعب والجهل ، في أن يصدر للعالم الغربي الذي يحتمي دوما بقوته العسكرية وبتأييد مؤسساته العالمية بأن فلسطين أرض بلا شعب ، الأمر الذي جعل الكيان إلى سرعة استمراره في عملية الاستيطان وبناء المستوطنات والمستعمرات الإسرائيلية بجميع أرجاء فلسطين المكلومة بفعل الصمت العربي تجاهها تارة ، وبفعل صمت وتخاذل أبنائها رجال الأعمال المهاجرين باستثماراتهم وعقولهم بعيدا عنها وعن أحزانها وأوجاعها .
وما غاب عن الوعي الجمعي العربي العام هو سعي الكيان الصهيوني المستدام إلى إلغاء فكرة فلسطين التاريخية ، وهذا السعي بزغ بقوة تدريجية منذ القرن التاسع عشر والعشرين والذي كان بدعم ورعاية الاستعمار الغربي للأراضي العربية ، حيث بدأت فكرة المحو التاريخي انطلاقا من اهتمام فكري غربي استعماري ، وما لبث أن تحول إلى فكر سياسي ثم إلى خطاب سياسي علني بغير استحياء وصولا إلى المخطط الاستعماري الذي للمنطقة بأسرها.
وهذه الرؤية الاستعمارية مفادها فكرة عنصرية أشار إليها الكاتب الفرنسي (الكونت دي جوبينو ) عام 1855م في كتابه ” دراسة في عدم تساوي الأجناس البشرية ” حيث قسم الأجناس البشرية إلى ثلاثة أقسام هي : الأجناس الممتازة ، والأجناس المنحطة ، وأخيرا الأجناس المحكوم عليها بالتخلف الأبدي وعني بها بلاد العرب. وهذا التقسيم نفسه ما أكده كثيرا تيودور هرتزل وهو يخطط لبناء دولة صهيونية حيث حول الفكرة إلى حركة سياسية منظمة .
وفجر المفكر ماكس نورداو مفاجأة حينما أعلن عن الوجه الخفي للمخطط الصهيوني الذي بدا فكريا أو على الأقل تنظيريا ، حينما قال أن فكرة التوسع الصهيوني يجب أن تنتقل من الجانب المكاني الجغرافي إلى أنشطة أخرى ثقافية لها القدر الكافي من الذيوع والانتشار حتى يمكن للمواطن العربي الاستسلام لفكرة البقاء الإسرائيلي بالجوار وليس مجرد السيطرة في الشرق وهذا لن يتم إلا عن طريق توسيع الحدود الأخلاقية أيضا بين الشباب العربي .
ووضع ماكس نورداو خطة لتنفيذ أفكاره التي أعلن عنها تمثلت في عدة محاور ذكرها المفكر المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته الرائدة عن الصهيونية ، منها ما يأتي :
ـ الفكرة الأولى : تبرير استيطان فلسطين ، وقد تم هذا بالفعل بل إن الاستيطان الصهيوني تحول إلى استعمار إحلالي لتحقيق حلم قديم وهو قيام الدولة اليهودية النقية حسب مزاعم الصهاينة.
ـ الفكرة الثانية : المشروع الصهيوني الكبير ؛ وهو اقتحام الأرض واقتحام العمل وانتزاع الأراضي العربية بصورة تدريجية من أصحابها الأصليين ، ثم إضعاف العرب اقتصاديا.
ـ الفكرة الثالثة : السياسة الصهيونية بشأن مقاطعة المنتجات العربية ومنع التعامل مع العرب اقتصاديا.
ـ الفكرة الرابعة : الاتجاهات الشعبوية إزاء العرب ؛ وتمثلت في تدعيم وجود المسألة الإسرائيلية ، والحصار الثقافي الدائم للشباب العربي ، وتدعيم وترسيخ الأفكار السلبية عن العرب.
الفكرة الخامسة : تدعيم التعصب في أيديولوجية الشباب الإسرائيلي تحديدا عقب الانتصار العسكري المصري في أكتوبر 1973م.
وفي نفس الصدد قام المفكر الصهيوني جورج تامارينبإعداد دراسة علمية مستفيضة بعنوان ” أفعال الإبادة الجماعية ” تصدى من خلالها إلى إلقاء الضوء على الأبطال التوراتيين وكيفية تشبيه الممارسات الصهيونية المعاصرة بتلك الأعمال البطولية من وجة نظره العنصرية .
لكن يبقى كتاب إسرائيل شاحاك رئيس لجنة حقوق الإنسان الإسرائيلية السابق صفعة قوية بوجه الرؤية الصهيونية العنصرية ، فنشر كتابا بعنوان ” عنصرية دولة إسرائيل ” وفيه فجر المسكوت عنه في إسرائيل من الداخل ، حيث رصد الصراع القائم والشرس بين الدين والدولة داخل المجتمع الإسرائيلي ، وكشف عن أوجه الصراع منذ جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلي السابقة بين الدينيين والعلمانيين في إسرائيل .
ونحن بصدد تشريح الأيديولوجية الصهيونية ومزاعمها في حق اغتصاب الأرض العربية ومشروعها الدائم لتهويد القدس ، بات من الأولى قراءة استباقية لخريطة الشخصية الصهيونية من حيث سماتها النفسية التي تبرر لها الاستيطان الاستعماري والممارسات الوحشية بحق الشعب الفلسطيني . فالمشروع الصهيوني الذي تم تعديله منذ هزيمة الكيان الصهيوني على أيدي القوات المسلحة المصرية الباسلة في أكتوبر 1973 أصبح أمام خيارين فقط ؛ الأول معروف إزاء الشعب الفلسطيني ، والخيار الثاني ثقافي متغلغل في النسيج العربي من خلال خطة محكمة لشيوع ثقافة الفهلوة والسلبية وإعلاء القيم الفردية وانتشار المظهرية والحث على الافتقار إلى المبادأة لدى الشباب العربي ، مستغلين في ذلك سيطرتهم على الأجهزة الإعلامية العالمية ، ودراستهم الدقيقة لطبيعة الشعوب العربية الاستهلاكية.
وعلى الصعيد الداخل ، دشنت الصهيونية سياسات أخرى موازية تستهدف خلق حالات مستدامة من العدائية والكراهية صوب العرب عموما . فعلى سبيل المثال ومن خلال استقراء الإجراءات التعليمية الدراسية التي تنتهجها وزارة التعليم الإسرائيلية نكتشف حجم الوعي الزائف للدولة الإسرائيلية ومدى الوهم الخاص بوحدة الشعب اليهودي ، ومن ضمن هذه السياسات المتضمنة بالكتب المدرسية :
أ ـ غرس الأفكار الصهيونية التي تتبنى المشروع الاستيطاني.
ب ـ تغيير خريطة أرض فلسطين بعد تسميتها بأرض إسرائيل.
ج ـ التوسع في أرض فلسطين.
د ـ تأكيد قدسية أرض فلسطين بالنسبة للشعب اليهودي.
هـ ـ الحلم الصهيوني في إقامة إمبراطورية يهودية.
ولقد واكبت هذه الممارسات التعليمية الصهيونية مشروع ثقافي توسعي بصبغة صهيونية أيضا تمثل في عبرنة أسماء القرى الفلسطينية على سبيل المثال بيت شانبدلا من بيسان ، وجبال يهوذا بدلا من جبال القدس والخليل، وصفات بدلا من صفد . كذلك إطلاق اسم الهيكل على المسجد الأقصى ، وتسمية حائط البراق بحائط المبكى . فضلا عن انتهاج إنشاء وتأسيس مدارس دينية صهيونية تعتمد في إنشائها على غرس فكرة أن إقامة الدولة اليهودية في فلسطين هي فكرة إلهية ، وأن التوسع الاستيطاني هو فرض مقدس على المجتمع اليهودي ، ومن أمثلة هذه المدارس ذائعة الصيت في إسرائيل مدرسة ( مركاز هراف ) ومهمتها الرئيسة تدريب وتأهيل طلبة الحاخامات المعمول عليهم أن يصبحوا قادة وزعماء وحاخامات المستقبل .
ومن نواتج التعلم لمدرسة مركاز هراف الصهيونية أنها أفرخت حركة ( جوش إمونيم ) الاستيطانية المتطرفة ، والتي جعلت شعارها ” العربي الطيب هو العربي الميت ” . وتمثلت رؤية هذه الحركة المتطرفة في اعتبار الضفة الغربية جزءا لا يتجزأ من إسرائيل ، وأن العرب وثنيون ، يحل لليهودي سفك دمائهم . فضلا عن اعتبار أن الاستيطان في أرض إسرائيل التاريخية فريضة دينية مقدسة.
وبينما تكاثرت الدراسات والبحوث الصهيونية التي تسعى بكل الوسائل والطرق المشبوهة غير المحمودة لإثبات الحق اليهودي في أرض إسرائيل وهو المشهد المتكرر يوميا عبر وسائل الإعلام الممولة من الكيان الصهيوني في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وادعاءاتهم المكرورة الباهتة بأنه يوجد أسفل المسجد الأقصى الهيكل الذي بناه النبي سليمان ( عليه السلام ) ، وأنه من بالغ الضرورة هدم المسجد للبحث عن الهيكل المزعوم وإعادة قوائمه من جديد.
وتشير الدراسة المتعمقة التي أجرتها لجنة التاريخ والحضارة بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومن خلال التحري الدقيق لأقوال المؤرخين اليهود أنفسهم ، وغيرهم من المؤرخين المنصفين كذلك من هلال الاكتشافات الأثرية التي تقوم بها اللجنة المتخصصة من مختلف دول العالم ؛ يتأكد القول بأن ما يدعيه اليهود إنما هو مجرد مزاعم لا تؤيدها الحقائق التاريخية التي منها أن اليهود أنفسهم مختلفون حول موضع الهيكل المزعوم ، فاليهود السامريون وهم طائفة منهم يعتقدون أنه بني في مدينة نابلس ولا يعترفون بمزاعم بقية الطوائف الأخرى ، ومنهم من يزعم أنه تحت المسجد الأقصى ، وآخرون أنه تحت قبة الصخرة ، ومنهم من يزعم بأنه خارج منطقة الحرم .
ويشير صالح الرقب في كتابه ( نقض مزاعم الصهيونية في هيكل سليمان ) إلى أن جميع الدراسات التي قام بها كثير من المهندسين العالميين الذين درسوا التربة التي يقوم عليها المسجد الأقصى وتعمقوا فيها أنه لا يوجد في ذلك المكان أي دليل أو شبهة لأي أثر لهيكل سليمان الذي تدعي الصهيونية أنه مدفون بجوار حائط البراق.
في حين أن المفكر الإسلامي الكبير أنور الجندي في كتابه الموسوم بـ ( معالم تاريخ الإسلام المعاصر ) أوضح أن كل الدراسات التي أجريت تنتهي إلى نتيجة واحدة وهي أن هيكل سليمان لم يكن موجودا في هذه المنطقة ، ولا يوجد أي دليل تاريخي واحد يقطع بأن حائط البراق هو جزء من هيكل سليمان.
واستمرارا للسطو الصهيوني على المقدرات التاريخية الفلسطينية ، نجح اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية في انتزاع اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامبفي السادس من ديسمبر عام 2017 بأن القدس عاصمة لإسرائيل ، وبدا هذا الاعتراف في وقته تطورا خطيرا في التعدي والسطو الصارخ والبذيء على عروبة القدس العربية وهويتها الإسلامية ، ولعل هذا الاعتراف كان تحديا صارخا على كافة الحقوق العربية والفلسطينية الشرعية ، ورغم هذا الاعتراف عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة وساخنة أيضا في الحادي والعشرين من ديسمبر من نفس العام للتصويت على مشروع قرار رافض لإعلان الرئيس الأمريكي بشأن القدس عاصمة لإسرائيل ، وكانت النتيجة الموافقة على رفض القرار الأمريكي بأغلبية ساحقة.
وفي الختام ، سلاما على روح شاعر العرب الكبير مظفر النواب حينما قال :
( أهلا أهلا أهلا
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟
أقسمت بأعناق أباريق الخمر وما في الكأس من السم
وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت
تكرش حتى عاد بلا رقبة
أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة.
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض).
************
أستاذ المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية
كلية التربية ـ جامعة المنيا ـ مصر