19 ديسمبر، 2024 5:51 ص

يذكرنا تهاوي نظام الأسد بتهاوي نظام صدام مع الفارق ، بين الاحتلال وبين زحف ما يطلق عليه هيئة تحرير الشام ، وتذكرت كتاب محمد الدوري اخر وزراء خارجية صدام تحت عنوان انتهت اللعبة من الأمم المتحدة إلى العراق محتلا ، واليوم تنتهي لعبة مؤتمر استانا الدوحة ، حيث تخلت روسيا عن بشار وتراجعت إيران عن دورها  في ذاك المسار ، وتصدرت المشهد تركيا صباح هذا اليوم وعلى لسان اوردوكان حين قال بالأمس ، لن تنتهي الجولة إلا في دمشق ، واليوم ونحن على أعتاب التاسع من ديسمبر ، وتلاقيه مع التاسع من نيسان ، ففي هذا اليوم تسقط بكل تلك السهولة دمشق ، وفي ذاك اليوم دخلت العراق جيوش الامريكان ، واللعبة في حقيقة أمرها واحدة سواءا بقيادة الاتراك ام بقيادة الامريكان ، ولا يمكن التغاضي عن دور إسرائيل في تفكيك محور المقاومة في لبنان تمهيدا لما قاله نتنياهو شرق أوسط جديد ، نعم ، دولا تلعب بمصائر دول أخرى مثل العراق وسوريا أو قبلهما لبنان .

أن ما يهز المراقب ، أن الأنظمة العربية لا تغادر جحورها إلا على أعقاب ارتال الدبابات أو جحافل التمردات ، والسبب في الحقيقة لا يزال مجهولا ، ولكن بداياته حب السلطة والمال ، النتيجة التلاعب بمستقبل الدول والأجيال .
لعبة الأمم .
 أن التلاعب في مستقبل الأمم ، ملخصه في كتاب ( لعبة الأمم ) لمؤلفه رجل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأحد مؤسيسها ، مايلز كوبلاند  بل هو واحد من أهم واضعي استراتيجية السيطرة باساليب المخابرات على الكثير من دول العالم ، يقول المؤلف في كتابه أن المخابرات المركزية بدأت عملها في الشرق الاوسط ، بعد تنازل المخابرات البريطانية والفرنسية عن دور كل منهما بسب قلة المال والأخفاق في تركيا واليونان ،،، في بداية القرن العشرين ،،، ويستطرد يقول إن أول تدخل للمخابرات المركزية كان في مساعدة الزعيم حسني الزعيم للانقلاب على الرئيس شكري القوتلي المناضل ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا والمنتمي بإخلاص للحركة القومية العربية آنذاك ، وكان هذا الانقلاب قد مهد الطريق للانقلابات العسكرية السورية المتوالية منها الانقلاب الكزبري السادس على وحدة مصر وسوريا في ٢٨ ايلول عام ١٩٦١ ، انقلاب على انقلاب ، حتى كان آخرها انقلاب حافظ الأسد على سلطة الأطباء البعثيين الثلاثة نور الدين الاتاسي ويوسف زعين وإبراهيم ماخوس في تشرين عام ١٩٧٠ . وكتب أحدهم منتقدا كيف تمرض سوريا ويحكمها الأطباء . كلهم من البعث ولكن ينقلب على البعث .
سوريا حافط وبشار الاسد.
لم يكن حافظ الأسد إلا جنرالا بعثيا حول البعث إلى منظمة عائلية ، بعد انقلابه على القيادة القومية ، على عكس صدام ، الذي احتضن القيادة القومية بعفلقها وجماعته اليمينية ، فكل منهما وقف ضد الاخر ، وخرابا وحدة البلدين ، ولكن كانا متشابهين في الكثير من السياسات ، حب التسلط وتغليب الذات ، الاول كبت الحريات ، والثاني عبأة الدولة لخدمة العائلات ،  الاول دخل لبنان والثاني دخل إيران ، الاول تخاصم مع اغلب العرب والثاني احتل الكويت وتعادى مع جميع العربان ، الاول رحل ليخلف السلطة لولده بشار ، والثاني رحل بقرار  الاعدام ، والمحصلة ، الاول ترك ولده ليصل بسوريا إلى الحروب والتنازلات ، والثاني ترك بغداد هي الأخرى تحت الاحتلال ، ولكن في حقيقة الأمر ، أن العراق وسوريا كان كل منهما ضحية لعبة دولية ، لاعبوها وان كانوا من المختلفين ولكن يوحدهم هدف واحد هو تدمير ما تبقى في البلدين ،، فسوريا في العموم وبرغم اختلاف الحكومات كانت تقف في خانة اليسار ، والعراق برغم من إرادة شعبه ، فقد كان برغم اختلاف الحكومات كان دائما في خانة اليمين ، ولكن برغم كل الاختلافات لم يكن هناك أي تقدم للشعبين ، لا من اليسار ولا من اليمين ، والسؤال المهم بعد ما كل ما تقدمنا به ، هل ستستمر لعبة الامم .
أن ما يهمنا اليوم هو أن للعراق حدودا يتوسطها وادي حوران ، وهو اخطر على بلادنا مما يحدث في سوريا ولبنان ، داعش تتقاتل مع قسد ولها امتدادات في وادي الشاي شرق البلاد ، المهم هو أن يحفظ الله بلادنا ويجنبها الأخطار ، فلا زالت ادوات لعبة الأمم عند تخوم بلادنا ولا زال العراق هدفا للعدوان ……

أحدث المقالات

أحدث المقالات