17 ديسمبر، 2024 11:51 ص

يُقال أن العباسيين عندما أسقطوا الدولة الأموية , نبشوا قبور عدد من خلفائها , وأحرقوا ما فيها , وبعض الجثامين علقوها كتعبير عن الإعدام والإنتقام.
وفي (2003) في العراق نُبش قبر أحدهم وأحرق جثمانه للتعبير عن المشاعر العدوانية ضده.
وفي سوريا بعد (8\12\2024) , نبشوا قبر الرئيس السابق وأحرقوه , للتعبير عن النصر وإنتهاء حقبة الرعب والإمتهان.
ويبدو أن سلوك نبش القبور له رمزية معينة عند البشر , وكأنه البلسم المشافي من أقياح الإنتقام المعتقة في أعماق دنياه.
ولهذا يلجأ الخلفاء والقادة البارزون , لإخفاء قبورهم , لكي لا تتحول إلى شواهد رمزية , أو تنال النبش والإحتراق.
والقبور المجهولة للعديد من الرموز تتوارد في كتب التأريخ وفي المدونات المعاصرة , فقبر الرئيس الليبي صار مجهولا , وقبله العديد من القادة تم دفنهم في أماكن غير معروفة للناس.
تفسير هذا السلوك معقد ويتطلب دراسات موسعة , وهو لا يختصر على مجتمعاتنا , بل تجده في مجتمعات أخرى تدفن موتاها.
نبش القبور تعد جريمة وهو سلوك محرم في الإسلام ” كسر عظم الميت ككسر عظم الحي”!!
حتى المشي على القبر سلوك مكروه ومرفوض , فلماذا التجني على الأموات , والنيل منهم بعد أن تحولوا إلى رميم؟
و “إكرام الميت دفنه” , و ” أذكروا محاسن موتاكم”!!
فهل من الدين النبش والحرق لجثامين الموتى وهم من المسلمين؟!!
العديد من الديانات الأخرى تحرق موتاها ولا تدفنهم , وأصحاب الديانات الإبراهيمية يدفنونهم , فكيف يجوز الإعتداء عليهم وحرقهم أو التمثيل بهم؟!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات