” انما الدين النصيحة ” ، والسؤال :
اية نصيحة ؟
نصائح تودي الى الجحيم وغيرها الى الهاوية وبعض من النوايا الحسنة تودي الى الجحيم أيضاً ..السيد ميثاق المساري عضو المكتب السياسي لمنظمة بدر وعضو مجلس النواب الموقر ينصح الحكام الجدد في سوريا وتحديدا احمد الشرع حالياً وابو محمد الجولاني سابقاً بالاقتداء بالتجربة العراقية ، ليس بأخذ العبر والدروس من كوارثها ومتعلاقتها منذ عقدين من الزمن ، بل بالسير على منهجها وبذلك يريد الرجل ان يوّرط الرجل وقيادته بما نحن فيه من أزمات وفوضى وغياب الرؤيا !
نصيحة نصوحة بنوايا حسنة على الاغلب ، الا انها تودي الى متاهات ماخضنا فيه من عمى سياسي وفكري ومنتجات منطلقات سياسية وفكر سياسي أهال التراب على العملية السياسية في البلاد حتى ان الراعي الرسمي للعملية وهي واشنطن تصرخ وتنادي بالتغيير ، بل ان مايسمى آباء العملية االسياسية ينادون بالتغيير معلنين فشلهم الفاضح في قيادة البلاد الى شواطىء الأمان ، والأكثر عمقاً في تقييم التجربة العراقية انها مشمولة بخارطة الشرق الاوسط الجديد ، مما يعني ان استحقاقات فشلها هو التغيير الجذري على مستوى المنطلقات والآليات والمناهج وبالتالي النتائج .
نصيحتي المضادة للقيادات السورية الجديدة وهم يخوضون بتجربة مختلفة عن التجربة العراقي الابالتفاصيل رغم مخاوفي ومخاوفنا من الظلال الرمادية والضبابية للتجربة السورية بفعل اختلاط مناهجها واختلاف توجهاتها وعدم وضوح منهجها السياسي فما زالت في طور التجريب أو انها سائرة من اللعب النظيف الى اللعب الخشن ما ان تتمكن من الوضع !
اقول نصيحتنا ان لاتقربوا من تجربتنا فقد ذقنا مرارتها ودفعنا ثمن فاتورتها المكلفة ومازلنا نعتقد ان فواتيراً لاحقة علينا تسديدها بفعل الاخطاء الكارثية المتواصلة والمتراكمة التي ارتكبتها طبقة سياسية فاشلة وجاهلة وفاسدة ، لاتستمع الى النصائح العقلانية ، فيما تصدّر النصائح القاتلة للتجربة السورية التي نتمنى ان لاتخيّب آمالنا وآمال الشعب السوري اولاً وأخيراً !
السؤال الذي كان على السيد المساري ان يجيب عليه قبل توجه النصائح للشرع ورفاقه ، عن أي تجربة يتكلم ..عن تجربة المحاصصة المقيتة أو الفساد المالي الذي نهب البلاد أو سياسة الثارات أو اقصاء الكفاءات أو زج البلاد بصراعات لاناقة لنا فيها ولا بعير ..!
عن ماذا ينصح …؟
عن مستويات الفقر والامية وخروج العراق من تصنيفات التربية والتعليم والصحة وطعون الانتخابات في ادنى مشاركة شعبية فيها ..
عن السلاح المنفلت الذي لاتستطيع الحكومة الاقتراب من خطوطه الحمراء ..عن قمع انتفاضة تشرين بقساوة الانظمة الدكتاتورية …عن فشل مجلس النواب في تشريع القوانين المفيدة للمواطنين والالتهاء بمشاريع قوانين طائفية ..!!
عن وعن وعن !!
نصائح للخوض في مستنقعات الازمات ومخرجاتها الاكثر كارثية من الازمات نفسها !!
لننصح انفسنا أولاً ونسأل :
هل هذا هو شكل ومحتوى العراق الذي أردناه بعد عقدين من الزمن بتجارب عنوانها الفشل ؟
اتركوا سوريا تبني تجربتها التي تثير الكثير من المخاوف والكثير من الآمال حتى لاتكون مخرجات تجربتهم كمخرجات تجربتنا البائسة !!