الشعب حي موجود , لا فرق بينه وبين شعوب الأرض , إلا إنه يعيش في دول ساقطة سياسيا وسياديا ووطنيا وإقتصاديا.
فالعيب الأساسي يكمن في الأنظمة السياسية التي عجزت – ومنذ تأسيس الدول – على إنشاء قواعد حكم راسخة ومؤطرة في دستور واضح يكفل سيادة الوطن ومصالحه وحقوق وواجبات المواطن.
وبسبب ذلك , فقدت القوانين قيمتها ودورها في الحياة , وتسيدت أعراف وتقاليد الأحزاب والكراسي , التي تحسب أنها تحتكر الحقيقة ولها الحق المطلق في كل ما تقوم به وتراه وتقرره.
هذا السلوك المضطرب المتخاصم مع الوطن وإنسانه قد أدى إلى تداعيات سلبية ومعضلات متنامية , لا تعرف حلا ولا خروجا من قيودها ومعوقاتها المتراكمة , مما حدى بالأجيال إلى السقوط في وديان الحيرة والخسران.
ولا يمكن للمتغيرات الجديدة التي تحسب على الديمقراطية , أن تأتي بما هو نافع للوطن والشعب , لأن آليات التفكير والرؤية والفهم لا تزال محكومة بذات المقاييس والمعايير , التي حددت سلوك أنظمة الحكم السابقة , ولم تفترق عن بعضها إلا بالتسميات.
ويبدو أننا نعيش زمنا بمسمى آخر , لكن آلياته لم تتغير عن سابقه , وإنما تعقدت وتطورت لتكون ذات تأثيرات في الواقع القائم , وهي إنتقالة ذات قدرات سلبية عالية ومتضخمة , تساهم في إطلاق الصراعات والتفاعلات الدامية القاسية , ولا تهدف إلى إسعاد الشعب وسيادة الوطن وإعلاء قيمته ودوره , والغيرة على مصالحه , وإنما هي آليات ” نلعب ختيلة” , و “خاوات” و “حوفات” و “كلمن إيده إله”.
وهذا معناه أن دول المنطقة ستتحول إلى ثريد في صحون المفترسين , وستخرج من معادلات الصراع والتنافس على الثروات لأنها فقدت إرادتها وسيادتها , وحطمت كيانات ومؤسسات دولها!!
ولا يوجد حل ناجع عندها إلا بالإعتصام بحبل الوطن والشعب , والعمل كفريق واحد وبيد واحدة وقلب واحد , وإرادة واضحة جامعة تستوعب مصالح الإنسان المواطن , صاحب الحقوق الكاملة والواجبات اللازمة لصناعة الحاضر السعيد والمستقبل المشرق الرغيد!!
فهل ستجتمع لنكون أم سنتفرق لتهون؟!!