من المؤسف القول ان قبل أي بطولة يشارك فيها منتخبنا الوطني لكرة القدم وبعد أن يعلن مدرب أسود الرافدين قائمة الفريق التي تمثل البلد تبدأ الانتقادات والأشكالات حول تشكيلة الفريق وعن أسباب استدعاء هذا اللاعب وعدم استقدام ذاك !
لغاية الآن لا يريد البعض من المدربين والإعلاميين وحتى الجمهور فَهم منطقية حرية المدرب في هذا الموضوع وقناعته في استدعاء اللاعبين دون غيرهم وهذه مشكلة كبيرة والسبب يعود إلى الثقافة الرياضية المفقودة في العراق منذ عقود من الزمن .
من الأمور الغريبة هو ان الجميع متفق على أمر معين وهو ان المدرب هو الرجل الوحيد المسؤول عن نتائج الفريق وهذا في جميع دول العالم وليس في العراق فقط ، اما في بلدنا فالأمر مختلف تماما حيث يتم تحميل المدرب مسؤولية أي اخفاق او نتائج سلبية وفي الوقت ذاته يتم الاعتراض والانتقاد لأسماء اللاعبين الذين يختارهم المدرب وهذا بحد ذاته تناقض كبير في الطرح !
ان مدرب اي فريق هو أعلم بما يمتلك من لاعبين ويعرف جيدا قدراتهم الفنية وقيمة عطائهم داخل المستطيل الأخضر وبالتالي هو يختار الأفضل او من يعتقد بأنه يستطيع تنفيذ ما يطلبه منه داخل الملعب ويقوم بتنفيذ الواجبات المناطة إليه على أفضل وجه .
ان المدربين يقدمون في بعض الأحيان على خيارات لأغراض عديدة فمنهم من يستدعي اللاعبين من أجل التجريب لغرض سد النقص او الضعف في بعض المراكز او لصقل موهبة اللاعبين من خلال احتكاكهم في هكذا بطولات مع فرق مختلفة خاصة اللاعبين الذين يتم استدعائهم لأول مرة ، وهناك لاعبين لم يقدموا ما مطلوب منهم في المباريات الرسمية فيتم منحهم الفرصة في البطولات الإقليمية لكي يراجعوا أنفسهم ويعملوا على تقديم الأفضل .
لذلك ان رؤية المدرب تختلف عن رؤية الجمهور والإعلام الرياضي ورؤية المحللين وهو يحرص على إختيار من يناسب فكره وطريقة لعبه وبالتالي فإن ما تم الإشكال عليه حول قائمة السيد كاساس المستدعاة لبطولة الخليج أمر مبالغ فيه إلى حد كبير فترك الملاك التدريبي في الفترة الحالية أمر مهم ودعونا ننتظر النتائج …. والختام سلام .