وطن تكالبت عليه جرذان الارض ، تحاول تحطيم اسواره وفتح ثغرات مميتة بأوتاده، وطن تلقى ولا زال طعنات الاهل والغرباء ، وطن ارادوا استباحته وهتك عرضه ، ساعدك الله يا وطني فكل الشياطين تتقافز على جسدك الطاهر ، ساعدك الله يا وطني لقد بح صوتك وزاد انينك وكثرت جراحاتك ،والجميع يتفرجون، يضحكون ، يتهامسون، ويطبخون وعلى اي مائدة يفترسوك ، ليرفعوا بعدها كأس التلذذ بدمائك ،والنشوة بانكسارك ، وطني وان دار عليك الدهر، ورفعت بوجهك سيوف الشر، فلا تبك ولا تعلي صوت أهاتك وتشمت بنا اعدائك ، فهناك يا وطني رجال اشداء اصابعهم لا تفارق ألزناد يحرسونك ويضعونك في قلوبهم ، لا تخف يا وطني فلا زلت سيدهم وتاج رؤوسهم ، لا تخف ففيك علي والحسين ،وفيك ائمة أطهار وفيك دجلة والفرات ،وفيك كل احزان الاهوار، تفوح منه رائحة الثوار ،الذين التحفوا السماء في اشد واقسى الايام ، اليوم رجالك الذين عجنهم ترابك الطاهر بحليب امهاتهم الصابر ، رجال يدقون اوكار الخسة والعار ، يدقون بقوة كل خباياهم الموبوءة بالنجاسة والنذالة .
قواتنا المسلحة الباسلة عين الله ترعاكم ودعاء الامهات بالنصر يطرز صدوركم وكل عراقي غيور وشريف يقف الى جانبكم ، انكم والله تصونون الارض والعرض، ولا يستطيع احداً ان يزايد على ما تسجلونه من ملاحم بطولية ،تطردون من خلالها قوى الشر، عن اطفالنا وبيوتنا الامنة وتؤسسون لحياة يسودها الامن والاستقرار ، اما الذين يحاولون تشويه صورتكم فهؤلاء ذيولا للشيطان، وتحرم عليهم خيرات بلادي ،فهم بصقوا في ماعون الوطن، ورموا الحجارة في انهاره ،واشعلوا النيران في اركانه ،ويطربون على انين الامهات وصراخ الاطفال ، فانت تعلم يا وطني انهم زائلون الى مزابل تتبول عليها الحمير والكلاب والقطط ، اما انت ايها القائد والضابط والجندي والشرطي فانتم للرأس (عقال ) نفتخر به اينما حللنا وجلسنا في ألدواوين وفي اي شبر من ارض المعمورة فالذي لديه مثل هؤلاء الابطال لا يحسب حساباً للأقزام ،ومن صلى للأوثان ، وبوجودكم لا يستطيعون تعرية الوطن فانتم ستره وبمواقفكم البطولية لا تستطيع قوى الظلام ان تمرر مؤامراتهم فهناك اقدام تسحق الرؤوس العفنة ، ايها الاشاوس بغيرتكم الاصيلة ينام الوطن مطمئناً وعند شروق شمس يوم آمن ستحكي العصافير للعالم اجمع قصة وطن ارادوا ذبحه الا ان رجالاته وأبنائه الشرفاء آبوا ذلك ونجحوا في قصم ظهر الارهاب وذيوله .. فافرح يا وطن كلنا جنودك .
رئيس تحرير صحيفة سبق اليوم العراقية
