قراءة الواقع بمنظار المصالح يكشف أن التحليلات والتفسيرات المتكررة لا تقترب من الحقيقة وتبتعد عن جوهر الموضوع , فما هو قائم ومستدام يخدم مصالح الطامعين بالبلاد والعباد , فلماذا يحصل التغيير؟
فهل يوجد أفضل مما كان ويكون؟
القوى بأنواعها تمثل شريعة الغاب , فعندما تنهار دولة تتحول إلى فريسة تتناهشها المفترسات بأنواعها , وتساهم بالقضاء عليها جميعها , من الأسود والذئاب والضباع والطيور الجارحة والثعالب وغيرها من آكلات اللحوم.
وبعض بلدان المنطقة تحولت إلى فرائس سهلة للضواري الكاسرة , فتمادت بإلتهامها وتقطيع بدنها وتحويلها إلى أشلاء متناثرة , ولا يُعرف متى ستستعيد الضحية قدرتها على الحياة , وتبتعد عنها الوحوش السابغة , وتتركها وشأنها , فلربما تستطيع لملمة أشلاءها وإبتداء حياتها , بإعتبارها دولة وليست حملا وديعا.
لا يُظن أن الأسود ستتخلى عن فرائسها بسهولة , خصوصا عندما يكون لحمها لذيذا , وتصنع ثريدا مطبوخا بنيران التداعيات المتأججة الصاخبة الضجيج.
فالقوي لا يرى غير مصالحه , والمتوهمون بأن الآخرين سيحافظون على مصالحهم , يعبرون عن سذاجة فادحة , فالمشاكل توظف لخدمة مصالح المدعوين لحلها , ولهذا فهي تتعقد وتكون مصدر إستنزاف وربحية عالية للحريصين على مصالحهم , والمشاركينبحلها , وهم الذين يسخرونها لصالحهم.
فهل المصالح العالمية والإقليمية تتعارض مع الوضع القائم في المنطقة؟
الواضح أن الأحداث والتطورات تجري وفقا للمرسوم والمؤكد في تفاعلات الأيام , وتدر أرباحا هائلة على أصحابها , مما يعني أنها ستتواصل وتتطور , وربما تتغير لتأمين المصلحة بربحية أكبر.
فالقول بمعطيات جديدة مخالفة للسائد منذ عدة عقود , فيه شيئ من الغفلة والتجاهل لعناصر الأحداث والتطورات الجارية بحسبان دقيق.
فاليد العليا للقوى الساطية على جغرافية المكان , والذين في دائرة المصالح , كالدمى تحركها إرادات الطامع بها , ولا قدرة عندها على إتخاذ القرار وتقرير المصير , فالحياة القائمة لعبة شطرنج ذات حركات معقدة , والكل بيادق متساقطة في رقعة الويلات والتداعيات المريرة.
فهل أن المنطقة ستخرج من دائرة المصالح , وتؤسس لمصالحها؟!!