25 نوفمبر، 2024 2:34 م
Search
Close this search box.

أنى قد جاءني خبرا عن غضب ووجع الطيارين العراقيين أثناء الضربة الجوية الإسرائيلية لإيران؟

أنى قد جاءني خبرا عن غضب ووجع الطيارين العراقيين أثناء الضربة الجوية الإسرائيلية لإيران؟

لا يشغل بال الحكومة العراقية حاليا غير أن تعمل جاهدة , وبكل الوسائل المتاحة لها وما أوتيت من قوة سياسية لغرض منع الضربة الجوية الإسرائيلية المرتقبة , والتي قد تحدث بين ساعة وأخرى , والموجهة بصورة مباشرة إلى الأحزاب والفصائل الولائية المسلحة المنضوية تحت قيادة الحشد الشعبي الرسمية أو ما أصبحت تعرف حاليا بـ (المقاومة الإسلامية في العراق) وبالاخص بعد أن تقدمت الحكومة الإسرائيلية يوم الإثنين 18 ت2 2024 عبر رسالة موجهة من قبل وزير خارجيتهم إلى مجلس الأمن الدولي التي يوضح فيها إلى ” اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة بشأن الجماعات المسلحة التي تهاجمهم من العراق ” ومتوعدا بالوقت نفسه بأنهم ” سوف يردون على هذه الهجمات المستمرة وبما عدّ حق مشروع للدفاع عن النفس “.

الحكومة العراقية بدورها أحست بخطورة الموقف والوضع الذي وضعته فيها هذه الفصائل الولائية المسلحة من دون رغبتها أو حتى استشارتها , ولكون مرجعيتها السياسية والعقائدية والدينية ليست بيدها وانما تأتي التعليمات من قبل مكتب الولي الفقيه الذي يمثله في العراق فيلق القدس الإيراني وهذا الامر اصبح علنيآ وليس خافيا على احد أو من أسرار الدولة وسيادتها على أراضيها وأجوائها حتى ولو اشيع وروج في الاعلام عكس هذه المقولة لأنها أصبحت أمر واقع ومفروغ لا مفر منه , لذا ولغرض تدارك الموقف محفوف بالخطر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى ولو باللحظات الأخيرة قبل وقوع الكارثة أو حتى محاولة التقليل من شدة الأضرار التي سوف تخلفها الضربة الجوية المرتقبة من ناحية الخسائر البشرية والمادية لذا سارعت الحكومة إلى طرق كل الأبواب ومن خلال توضيح موقفها وخوفها من ان ينتقل الصراع إلى العراق حتى المرجعية الدينية في النجف ايدت هذا التخوف والقلق ومن خلال اصدار بيان واضح وصريح بان يتم “حصر السلاح بيد الدولة والقوات العسكرية والأمنية الرسمية وليس خارجها ” ولكن تفاجأ الجميع بان قيادات الفصائل المساحة ردت على هذا البيان ” بان حصر السلاح كان توجهي فقط وغير ملزم لنا ” واخر المحاولات المتبقية والورقة الأخيرة كانت الطلب من الجامعة العربية لسرعة عقد جَلسة طارئة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية , وعلى الرغم من ان الجامعة الدول العربية اصبح دعمها معنوي فقط ليس إلا وإصدار بيانات التنديد والاستنكار بدون ان يكون هناك أي فعل واقعي إيجابي أو حقيقي ملموس نراه على ارض الواقع.

المفروض حسب الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية أن الأخيرة هي المسؤولة عن حماية الأجواء العراقية ضد أي تهديدات خارجية تنتهك السيادة الجوية, ولكن أمريكا تقف عاجزة ومشلولة امام إسرائيل وحتى أمام الطيران التركي عندما يقصف ويستهدف بين الحين والآخر قيادات ومقرات حزب العمال الكردستاني المنتشرة في شمال العراق, ولغرض التخلي عن مسؤولياتها تجاه حماية الأجواء العراقية رمت الحكومة الامريكية الكرة في الملعب العراقي وذلك عندما أبلغتهم :”بأنها استنفذت جميع وسائل الضغط على إسرائيل لمنع تنفيذ ضربات جوية محتملة وواردة على أهداف عراقية وردا منها على استمرار هجمات الفصائل المسلحة ضد إسرائيل “.
ما يهمنا في هذا المقام حاليآ سواء كانت الضربة الإسرائيلية قاب قوسين او ادنى أو حتى تأجلت إلى أشعار أخر ولحين توفر الموارد المادية أو العتاد العسكرية المناسب وبعد أن تم استنفاد معظم مخزون الصواريخ الموجهة الخارقة للتحصينات التي ضربت فيها حزب الله اللبناني , وكذلك الحرب المستمرة على قطاع غزة وبسببها أو حتى لسبب اخر قد يكون غير واضح معالمه حاليا بتأجيل هذا القصف او حتى ان يكون هناك التحضير لإعداد سيناريو يكون مشابها لما جرى لقيادات حزب الله اللبناني واستهدافهم بواسطة الضربات الجوية الدقيقة لأماكن تواجدهم الغرض تطبيقها في العراق , فكل شيء أصبح الآن وارد وليس مستبعد في هذه الحرب , ومع كل هذا يبقى وجع الطيارين العراقيين والذين كانوا مشهود لهم بالشجاعة والتفاني في أداء واجباتهم وخير مثال سابق صولاتهم وبطولاتهم منذ حرب عام 1973 وكذلك ما تم تسطيره من ملاحم بطولية وبالأخص في الحرب العراقية الإيرانية التي تسيدها بعد ذلك الأجواء الإيرانية الطيران الحربي العراقي بعد عام 1984 بصورة شبه كاملة.
أصبح من المعلوم لدى الرأي العام بأن طائرات الاف 16 العراقية لا يسمح لها بالإقلاع من قواعدها إلا بعد أن يتم أخذ موافقة التحالف الدولي للسماح لها بالطيران داخل الأجواء, ولكن الذي قد لا يعرفه معظم الراي العام أو لم يتم التطرق اليه سابقا, بان ليس فقط لا يسمح للطائرات الحربية بالإقلاع, وإنما اول شيء يجب ان يتم ارسال شفرة التحليق او كود التفعيل لتشغيل المعدات والأجهزة الالكترونية في الطائرة, والاهم بأن أي مهمة قتالية للطيارين العراقيين هي فقط تخص ضرب مقرات ومعسكرات و مكان تواجد قيادات داعش فقط لا غير, وحسب ما أوضحه أحد الطيارين العراقيين:” فإن تدريبهم بالقاعدة الجوية بولاية أريزونا التابعة لسلاح الجوي الوطني الأمريكي ومن خلال المنهاج وكراسة التدريب كان فقط يشمل تشغيل الطائرة والملاحة الجوية والمعدات الالكترونية والطيران الليلي والنهاري وعمليات القصف الأرضي, ولكن لم يشمل القتال والاشتباك الجوي والتدريب عليه في النهار أو الليل” ويضيف الطيار العراقي :”حتى تسليح الطائرة الاف 16 ليس بتكنولوجيا متقدمة حديثة؟ والصواريخ التي نستعملها في الطائرة هي من حقبة الثمانينيات وقد عفى على تكنولوجيتها الزمن ” والأكثر من هذا وذاك وفي نفس السياق نستطيع أن نؤكد بان إسرائيل كان لها الدور البارز للضغط والاعتراض لدى لجنة التسليح والعقود الخارجية بالكونغرس ووزارة الدفاع , ولغرض عدم تدريب الطيارين العراقيين على مناهج وكراسة ما يتم التدريب عليه الطيارين الأمريكان , وكذلك عدم تزويد الطائرات بأسلحة وصواريخ حديثة ومعدات الاشتباك الجوية والحرب الالكترونية المحدثة , ومنها على سبيل المثال وليس الحصر :”لم يتم تزويد الطائرات بنظام الحرب الالكترونية AN/ALQ-211 وتم اختيار تزويدها بالجيل الاقدم ALQ-187 ” بالإضافة لم يتم اختيار صواريخ AIM-9X وانما تم تزويدها بصواريخ اقدم وغير حديثة , ومما ينعكس بالتالي وبصورة سلبية في مهام القصف بعيد المدى وكذلك القتال والاشتباك الجوي أمام الطائرات الحديثة من الجيل الخامس أو حتى من الجيل الرابع, وبالتالي أدت هذه الضغوط الإسرائيلية إلى تزويد العراق بالحد الأدنى قدر الإمكان من التكنولوجيا والمعدات الالكترونية والتسليح , ومع الأسف في حينها لم يتم الاعتراض من وزارة الدفاع العراقية على هذه الفقرات خلال التوقيع على العقد.
صحيح ان الطيارين العراقيين شعروا بالغضب والغيرة الوطنية بأنهم كانوا مكتوفي الأيدي لعدم قدرتهم على الطيران و الاشتباك والقتال مع الطيران المعادي خلال الضربة الاسرائيلية لايران واستباحتهم للأجواء ومع كل هذا الغضب والاستهجان والشعور بالخذلان ولكن حتى لو سنحت لهم الفرصة لخوض هذا الاشتباك والقتال الجوي, فان التسليح ليس فقط غير كافي للتصدي للطيران المعادي , وإنما حداثة الطائرات الاسرائيلية سوف تعجل بإسقاط جميع الطائرات العراقية بكل سهولة , وذلك للفرق الشاسع بالتكنولوجيا المتطورة لطائرات الاف 35 التي تمتلكها اسرائيل مقابل طائرات الاف 16 العراقية, وبالإضافة إلى هذه العوامل وغيرها لابد من حصول الموافقة من قبل قوات التحالف الدولية يكون باستعمال الخرائط الجوية التي تحدد للطيار العراقي الواجب والمسار والاتجاه والارتفاع والسرعة المعدة سلفا الذي يتم تزويده بها قبل تنفيذ الواجبات وأي خروج عن مسار الرحلة المحددة سلفًا سوف يتم اسقاط الطائرة فورا , وخوفا منهم من أن يكون هناك احد الطيارين العراقين الذي قد يتبادر إلى ذهنه بعمل انتقامي ضد معسكرات تواجد قوات التحالف الدولي داخل العراق وحتى وصل الأمر بأن يتم إجراء تقييم نفسي ومتابعة دقيقة لسلوكياتهم وطريقة تعاملهم وأحاديثهم داخل القاعدة الجوية وراي ضباطهم ومرؤوسيهم من خلال تقيم سجل الخدمة , ويتم رفع تقارير دورية مفصلة , وهناك متابعة سرية ومراقبة للطياريين العراقيين وحتى تنصت على اجهزة الهواتف المحمولة الخاصة بهم ومراقبة اماكن سكنهم ووصولآ لاقربائهم وكل هذا ياتي وينصب في خوف قوات التحالف من ان يتم تجنيدهم من قبل الحرس الثوري الايراني أو حتى من قبل بعض قيادات الفصائل الولائية المسلحة .

ولزيادة التبعية والاتكال على قوات التحالف الدولية فقد تم إيقاف طائرات سوخوي 25 الروسية بسبب نقص قطع الغيار والصيانة , وبعد أن فرضت أمريكا وعرقلت بصورة ممنهجة استيراد قطع الغيار لغرض ادامة هذه الطائرات وبالإضافة إلى قدمها التي تحولت بمرور الوقت حاليا وأصبحت مجرد خردة ليس من ورائها أي فائدة تذكر.
في حينها وأثناء تداول وسائل الاعلام عن عزم حكومة نوري المالكي في التعاقد لغرض شراء طائرات الاف 16 التي بلغت 36 طائرة بقيمة تجاوزت 5و5 مليار دولار كانت مبالغ فيها إلى حد بعيد جدآ وحامت حول هذه الصفقة الكثير من الأقاويل عن شبهات فساد في قيمة العقد من قبل نواب ومسؤولين.

واخيرآ وليس أخرى وسواء قصفت إسرائيل الفصائل الولائية المسلحة اليوم أو غدآ أو حتى في المستقبل القريب لا تزال القوة الجوية العراقية وقيادة الدفاع الجوي عاجزة عن القيام باي رد فعل وستكون بصفة المتفرج ليس إلا , وليس هذا انتقاصا منهم او تخاذل , ولكن كأمر واقع وعدم قدرتهم للتصدي للطيران المعادي والدفاع عن الأجواء العراقية ولان القرار السيادي بحماية الأجواء العراقية ليس بيد الحكومة العراقية حتى ولو صرح بالإعلام خلاف ذلك , لان جميع الشواهد على ارض الواقع تؤيد وتؤكد في الوقت نفسه عن صحة ما جاء اعلاه.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات