أثناء تجوالي اليومي في العاصمة بغداد، والتي تختصربالنسبة لي عند ذهابي إلى الدوام ورجوعي منه وخروجي معالعائلة فقط، أعاني من معضلة بسبب سائقي سيارات الأجرة(التكسي).
فعند مجاورتهم في العجلة، تراه لا يعرف أين يذهب (يسارًا – يمينًا)، إضافة إلى عينيه اللتين لا تفارقان الجانب الأيمن منالشارع، وهذا ما يجعل المركبة وراءه في حيرة من أمرها.
رزق الحلال جميل جدًا وهم يتمتعون بهذه الحالة الشريفة،وسط الازدحامات المرورية ورداءة بعض الشوارع، ناهيك عنغلاء الوقود والصيانة والتصليح. فأكيد تلك الأمور هي التيتجعله لا يعرف ماذا يفعل في الشارع، خاصة إذا كان لا يحملمعه راكبًا، فبتلك الحالة تراوده أفكار عدة، من طلبات الزوجةإلى احتياجات البيت، مروراً بالتزاماته إذا كان لديه أولادوبنات في المدارس والجامعات.
وهنا يجب أن نركز في هذا الجانب المهم، الذي يجعله مجهدًاومتعبًا لكي يوفر هذا الاحتياج الهام لأبنائه، خاصة إذا كانمنهم أحدًا في الدراسة الأهلية التي تستنزف أموال العوائللكثرة الطلبات التي ترد منهم، إضافة إلى أن الظواهرالاجتماعية في تطور دائم من حيث الموضة والموديل الجديدللألبسة وجهاز الهاتف النقال والسيارات الحديثة التي تركنفي ساحات هذه الجامعات.
بخصوص الطالب الفقير، هذه الحالة أصبحت ضئيلة جدًا،فهذا النوع تراه فقط في المدارس والجامعات الحكومية التيأكل الدهر وشرب على أبنييتها المتينة من الخارج والخربة منالداخل.
فهنا تقتضي مصلحة العوائل بإدخال أبنائهم في القطاعالأهلي الذي أمسى اليوم مدعومًا بقوة من الحكومةومؤسساتها المعنية، ليس حباً بهم طبعًا ولكن بمالها وبما يملكهالمستثمرون من جاه ونفوذ.
واحد من هذه العوائل هو (سائق التكسي) الذي يجوبالشوارع صباحًا ومساءً، باحثًا عن لقمة العيش ومتطلباتالعائلة الحديثة. فكل هذا وأنا أراه يريد أن يركز في الشارعوالمواطن يريد منه أن يخفض الأجرة، كيف يحصل هذا؟ والآنسقف الطموح تغير، فبالأمس كانت الطلبات بسيطة (خبزوشاي)، أما الآن فالطلبات تغيرت ومنها (بيت 50 أو 100 متر) – (شقة طابق 5 أو 10) في أي مجمع سكني تم بناؤه في البلدللأغنياء فقط، ودخول الأبناء في الجامعات والمدارس الأهلية،وموبايل حديث، وسيارة حديثة فيها زرق وورق.
هذه هي الطلبات التي تدور في رأس أغلب أرباب الأسرومنهم سائق التكسي المحترم.. والله شاهد على ما أقول.