14 نوفمبر، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

الرحمة مطلبنا!!

هل ترتجي الغزالة الرحمة من الأسد الناشب أنيابه في عنقها , والمفترس لا يعرف غير أكلها , وتحويلها إلى أشلاء ممزقة , تستدعي الضواري والسوابغ الحائمة.

بوصلات القِوى تتبدل وفقا لمصالحها , والضحايا تترنح لا حول ولا قوة عندها سوى الدعاء أن يكون مفترسها رحيما , وقادرا على منحها بصيص حياة.

فالدول في غاب الدنيا متوزعة بين ضحية وجلاد , وذات أظلاف وذوات مخالب وأنياب.

ويبدو أن العديد منها تنتمي إلى ذوات الأظلاف التي تخنع وتتبع , وتكون جاهزة للجزر عندما يدق ناقوس الجوع , ولابد من الطعام.

الدول المجهزة بالمخالب والأنياب , تصول وتسفك الدماء , فأهدافها فرائس سهلة وأنيابها مكشرة , وتهاجم كيفما تشاء , وفي أفواهها أبدان الأبرياء.

مَن قال لكم أن الأقوياء رحماء؟

ظلم الأقوياء عدل , وعدل الصعفاء ظلم وخروج عن القانون وسلوك ضد الأعراف الدولية.

مَن يطالب بحقه عدواني , ويوضع على قوائم الفناء.

يتحدثون عن الرحمة , والغلبة للأقوياء المدججين بأفتك السلاح!!

الرحمة أخلاق , فأين هي الأخلاق؟

لكنهم يتوسلون ويتوهمون الرحمة من الذين يبيدون الأبرياء , فهذا سلوك ضروري ويُسمى في منطق الأقوياء دفاع عن النفس!!

البشر صنفان مقدس ومدنس , ويحق للمقدس أن يمحق المدنس , لأنه عالة ومناهض لمسيرة الحياة , فالموت مأواه , وأمله ومناه.

فأين الرحمة؟

إنها النقمة والكراهية والبغضاء , حتى بين أبناء العابدين لأرحم الراحمين!!

أحدث المقالات