لقد كانت الدعوة التي وجهتها المملكة العربية السعودية وعن طريق وزير خارجيتها سعود الفيصل والغير متوقعة لنظيره محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايرانية في صدارة اخبار الصحف ووسائل الاعلام العربية والاجنبية والسعودية هي من الدول اللاعبة الاساسية ولاهمية الزيارة تحتاج الى اجراءات واستعدادات كبيرة تخدم مستقبل العلاقة قبل البدء بها وعليها (اي السعودية )العمل من اجل التقليل من حدة التوترات التي تلعب عليها بعض القوى العبثية في الداخل السعودي.ولاشك ان نمو العلاقة بين البلدين له تأثير مباشر على الاحداث السياسية المهمة والمعقدة وخاصة الوضع السوري واللبناني والتحولات الجارية في العراق والبحرين واليمن وعودة العلاقات الثنائية من الممكن ان تؤثر على التقليل من حدة الصراعات الجارية ..ورغم ان هناك الكثير من الامور التي يختلف عليها البلدان قد تساعد على نمو الحركات المتطرفة مثل القاعدة وداعش والنصرة وغيرها إلا ان عودة العلاقات معناها تحجيم نشاطات تلك القوى وازالة تلك المعوقات والاختلافات والغوامض وحل العديد من المشاكل المعقدة التي تعاني منها المنطقة و يعني نهاية الخلافات للفترة الزمنية التي كانت المنطقة تمر بها لمكانة البلدين وتاثيرهما عليها…ان الفشل الذريع الذي اصاب سياسات المملكة العربية السعودية ولانشغال الطرف التركي الشريك الاساسي بالوضع الداخلي المضطرب وتراجع الموقف القطري والانتصارات الاخيرة الكبيرة للقوات المسلحة السورية في جبهات القتال ضد قوى الضلال وتحرير اكثر من 75% من الاراضي التي دنستها تلك القوى الشريرة والقضاء على فلول تلك العصابات الضالة المدعومة منها ودورها في لبنان والعراق نتيجة الاخطاء القاتلة والتقديرات الغير صحيحة التي وقعت فيها عن طريق المسؤول الاول لأستخباراتها المعزول بندر بن سلطان والذي زاد من توتر العلاقات بين البلدين والمنطقة من حدة الصراعات والازمات حتى بين دول الخليج نفسها مثلما حدث بين قطر من جهة والسعودية والبحرين والامارات المتحدة من جهة ثانية والتي تم تلطيفها اخيراً عن طريق الوساطة الكويتية والعمانية المشتركة قللت من شدة الازمة وهي من العوامل المؤثرة للتحرك السعودي بأتجاه ايران . وقد اعلنت المملكة العربية السعودية في اول رسالة بعثها العاهل السعودي لتهنئة الرئيس روحاني بمناسبة تسلمة مهام رئاسة الجمهورية الايرانية في دورتها الحادية عشرة عن ترحيبه بأنتخابه واشاد بمواقف الرئيس روحاني الداعية للصلح والسلام وطلب بتحسين العلاقة وتقوية اواصر التعاون بين البلدين . من جانبها رحبت ايران كذلك في الكثير من المناسبات ودعت الى تعزيز العلاقات لما فيه الخيرولمكانة البلدين الشقيقين والتأثير المباشرعلى استقرار المنطقة واولها حل عقدة انتخاب الرئيس اللبناني القادم …كما ان التغييرات الاساسية التي حدثت وتحدث في الداخل السعودي وخاصة تغيير الشخصيات المتشدد تجاه ايران بأخرى معتدلة ذات التاثير في ادارة المؤسسات الحكومية المهمة والتشديد لمكافحة الارهاب والمتشددين من السلفيين وغيرهم يؤكد ان تحرك المملكة نحو الاصلاح والاعتدال بات واضحاً لاعادة مكانتها المفقودة والافول الحاصل لدورها خلال العشرسنوات الماضية عربياً واسلامياً…ان ايران قد اثبتت في الكثير من المواقف بحسن نواياها من خلال المباحثات الثنائية والوفود المتعاقبة واللقاءات المستمرة وفي المحافل الدولية وبصورة شفافة وعلناً.كما ان المباحثات الجارية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول 5+1والنتائج المثبتة والتفاهمات الحاصلة والتي وصلت الى مراحل متقدمة تعتبر من الحوافز المؤثرة والمهمة من اجل التقارب بين الطرفين والحل قاب قوسين ولامحال في سبيل الوصول الى تفاهمات بين الجانبين لتجاوز الموضوع النووي وتوثيق العلاقات بينهما. اما بالنسبة للعراق فأن النتائج التي تمخضت عنها والتي اظهرت تفوق القوى الشيعية بنسبة عالية وخاصة دولة القانون في العملية الانتخابية في تاريخ 30/4/2014قد تكون دافعا اخراً للتقارب الايراني-السعودي بعد ان بذلت السعودية ما في وسعها من اجل افشال العملية الانتخابية عن طريق بعض الكتل السياسية التابعة لها للاخلال بالوضع الامني ودعم تلك القوى مادياً ومعنوياً وكذلك القاعدة وداعش والتي تطاردها القوات المسلحة العراقية لطهير ارضنا منهم.
ان نجاح الانتخابات واجرائها في موعدها كانت ضربة موجعة وافلاس للدول التي تقف الضد من العملية السياسية في العراق. على كل حال ان العلاقات الطبيعية بين البلدين وبلدان المنطقة يعني انها سوف تمر بمرحلة من الثبات والاستقرار السياسي والامني والاهم الاقتصادي ولانعاش بعض الدول الفقيرة التي وقعت في مصيدية الازمات وكانت من ضحايها ونمو العلاقات المتبادلة بين بلدان المنطقة تؤثر في انهاء الخلافات الطائفية والمذهبية والتوترات الغير مجدية والتي ليس فيها إلا الدمار والانحطاط الانساني…