الآليات الإعلامية المعاصرة هيمنت عليها الصورة بعناصرها المتنوعة , فالصورة تغني عن الكثير من الكلمات , فالأجيال المعاصرة لا تميل للقراءة والإستماع , فمعظم وقتها وتركيزها على شاشة صغيرة في يدها.
ولهذا التفاعل تداعياته ونتائجه المؤثرة في السلوك الفردي والجمعي.
ومن الملاحظ أن الأصناف الإبداعية أصابها الضرر الكبير , فالشعر الحديث ما عاد يجد مَن يستمع إليه , وأصبح كتابه يتوهمون بأنه للقراءة وحسب.
في نشاط ثقافي عرضت العديد من دواوين الشعر المعاصرة , ووزعت بالمجان على الوافدين , فانتهت معظمها في سلال المهملات , ولسان حال الناس يردد ” تصفيط حجي”!!
هذه معضلة خطيرة , لأن الشعر روح العرب وليس ديوانهم فقط , فهو يهذبهم ويربيهم ويتحول إلى بوصلة تقود سلوكهم وتزن أفعالهم , فلكل حالة تعبير شعري مؤثر وشائع , تتناقله الأجيال عبر العصور.
فهل قتلنا الشعر , بالتوهم بكتابته؟
الشعر العربي قوانين سلوكية لبيبة محكمة ذات آفاق حضارية وإبداعية أصيلة , نابعة من جوهر الذات ومكانها وزمانها.
فلماذا تحول الشعر إلى ثريد كلمات؟
مئات الدواوين الميتة في مهدها!!
مَن هو الشاعر”
كل مَن عليها تشاعر!!
مما يشير إلى أن الإبداع إنحرف , والطاقات تبددت , والقعل إنعدم , وصار القول العمل , وهذا دليل ضعف وتقهقر وإندثار.
فهل لنا أن نكتب شعرا بأفعالنا لا بأقوالنا الهامدة؟!!
وأن الجميع شعراء قدح لا مدح!!