منذ ان انطلقت السيارة من مدينة الموصل وانت تودعها باتجاه ناحية الخضر في منطقة النمرود لتجد في اطرافها تلك الشوارع المعبدة حديثا والمصممة وفق احدث الطرق المعمارية الحديثة.. طرقات تسير فيها السيارات بكل جمالية وانت تشاهد البناء والاعمار واين وصلت الحدود الإدارية بمدينة الموصل في الاتجاه الجنوب الشرقي…
لحظات تمر معك وانت تقطع الطريق متوجها الى منطقة جنوب الموصل من جهة الشرق لنصل الى الجهة التي كنا نقصدها وهي قريه گهارة لأداء واجب العزاء للأخ الاستاذ احمد عبيد العيسى مدير ناحيه النمرود ومنذ ان وصلت السيارة هناك وانت تشاهد المناظر الطبيعية الجميلة الخلابة التي صنعها لك نهر الزاب الممتد من اراضي اقليم كردستان مرورا بعدة قرى ونواحي لتختلط مياهه مع نهر دجلة قرب قرية السفينة..
وبعد ان انتهينا من اداء واجب العزاء توجهنا بسيارتنا انا والاخ الدكتور الاكاديمي فتحي الجبوري والاخ العقيد عادل الطلب الى القرى المجاورة للمكان الذي كنا فيه فبدأت الرحلة من قرية ابراهيم الخليل ثم قرية العدله والى قرية اگبيبه والتي كانت لنا فيها محطة استراحة مع شاي الحطب وفي مضيف الشيخ المرحوم طلب العبيد واتجهنا بعدها بسيارتنا الى قرى قريبة من ضفاف نهر دجلة بدايتها المخلط والى يسارنا قرية الصنيديج مرورا بقرية الشروق وهذه القرية تعود الى احد شيوخ قبيلة الجبور ورجالاتها الذين دونهم التاريخ في كل الكتب والمجلدات والوثائق التاريخية وهو الشيخ جدوع الكليب وابنه الشيخ احمد الجدوع الملقب فانوس الحاوي وقريتهم الثانية الذيبانية والتي مررنا بها في طريقنا بتلك المنطقة ومازال يسكنها احفاده…
وقد مررنا بطريقنا ايضا بقرى الخرطة والجرف والسيد حمد والذيبانيه كما ذكرنا اعلاه ثم قرية الرزاقيه ومنها الى منطقة السلامية ثم العودة الى طريق كركوك… الموصل..
في هذه الاثناء كانت اجهزة الموبايل لم تتوقف عن الرنين فيها وجميعها اتصالات مع اصدقاء كانوا يرغبون باللقاء بهم للقيام بواجبات الضيافة وفي مقدمتهم الاخ رشيد صالح الروضان وهو احد وجهاء قبيلة الجبور من سكنة قرية الذيبانية ولكن البرنامج الخاص بنا كان يلزمنا بواجبات اخرى في مدينة الموصل فاختصرت الرحلة كون وقت لم يكن بالكافي لرؤية جميع المحبين منهم…..
ان جمالية تلك المنطقة وارضها الخضراء الدائمة ورائحة النباتات البرية في هذه المنطقة التي تسمى الحوائج لكونها على امتداد نهري الزاب ونهر دجلة مما اعطاها ميزة خاصة ترتاح فيها الانفس وكأنك تعيش اجواء ربيعية دائمة.. ورغم ان حياة العصرنة قد اجتاحت ضفاف نهر الزاب من خلال مشاهدتي لمعامل ومقالع الحصو الكثيرة هناك والتي شوهت منظر النهر وفي بعض المناطق قطعته الى عدة اجزاء الا ان المنظر العام جميل جداً وانت تشاهد امامك تلال المشراق وعلى يسارك سلسلة جبلية وهي الحدود الفاصلة بين اقليم كردستان ومحافظة نينوى وعلى يمينك ترى تلال منطقة النمرود الأثرية ورغم ان الطريق الرئيسي الرابط بين شارع كركوك وهذه القرى لم يكن بالمستوى المطلوب لانه بحاجة الى تبليط كامل وصيانة ليظهر بحلة جديدة تليق بهذه المنطقة الزراعية المهمة…
بصراحه ان هذه المنطقة بحاجه الى همة وسواعد اهلها من جديد لإعادة الزراعة فيها حيث ان اغلب الاراضي الزراعية هناك متروكه وقد غطتها الاشواك فقط في وقت كانت في سبعينات القرن الماضي تعتبر السلة الغذائية من الخضراوات للعراق ودول الجوار حيث كنا نشاهد السيارات الكبيرة وهي محمله بأنواع من الرقي والطماطم والمحاصيل الاخرى متجهة الى دول الخليج العربي…
ان جمالية المنطقة تبعث فيك روح المحبة وانت تشاهد المحلات على الشارع الرئيسي ويتواجد فيها اصحابها وهم يمارسون مهنة البيع والشراء للمواد الغذائية والمواد الاستهلاكية الاخرى…
ما اجملك يا جنوب الموصل من شرقك ومن غربك ما اجمل ناسك… وما اجمل كرمهم.. ما اجمل اهلك.. وما اجمل ارضك وهي ترتدي الحلة الخضراء على مدار السنة..
سلاما الى كل الطرقات هناك… سلاما الى القرى التي مررنا فيها وعذرا اذا نسينا ولم نذكر احدها فجمالية الطبيعة تنسي الانسان همومه فلابد له ان ينسى من اشيائه الاخرى….