مرّ عامان على عُمر حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، التي مُنحت الثقة من مجلس النواب في 27-10-2022، بعد نحو عام على إجراء الانتخابات البرلمانيّة.
وأستذكر حينها قال السوداني في كلمة له أعقبت التصويت على منح الثقة لحكومته: إن جائحة الفساد التي أصابت جميع مفاصل الحياة هي أكثر فتكاً من وباء كورونا، وكانت السبب وراء العديد من المشاكل الاقتصادية، وإضعاف هيبة الدولة وزيادة الفقر والبطالة وسوء الخدمات، وعليه يتضمن برنامجنا سياسات وإجراءات حازمة لمكافحة هذه الجائحة.
فيما شدد في كلمته أيضاً على بناء اقتصادٍ عراقي قوي قادرٍ على تحقيق التغيير النوعي في الخدمات، وخلق فرص عمل كثيرة، ويفسح أبواب الاستثمار على مصراعيها، كما يُسهمُ بتقوية أُسسِ تعاون مع دول العالم، مبنية على مبدأ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل للسيادة.
والمتابع للمشهد السياسي والخدمي في البلاد خلال العامين الماضيين في ظل حكومة السوداني، يرى أن تغيراً واضحاً وملموساً في مفاصل الدولة، وحياة المواطن، والخدمات، من خلال تنفيذ البرنامج الحكومي، وهذا ما قاله السوداني بكلمته في 29 تشرين الأول 2024، بمناسبة مرور عامين على تشكيل الحكومة.
حيث أكد أن حكومته أنجزت خلال عامين ما نسبته 62% من المشاريع في مختلف القطاعات، وكذلك تحقيق زيادة في الإيرادات غير النفطية بنسبة 6%، فيما ساهمت إجراءات الحكومة في تخفيض نسبة الفقر في العراق إلى 17.6%، بعد ان كانت 23%، وخفض نسبة البطالة عموماً من 16.5% إلى 14.4%.
الذي يتابع خطواتَ السوداني منذُ تسميته رئيساً للوزراء، وتكليفه بتشكيلِ الحكومة، يصل إلى أن السوداني لا يريد حكومةً تتألفُ من وزاراتٍ وأجهزةٍ ذات هياكل تنظيميّةٍ هرميةِ التسلسل، منغلقة على نفسها، تختصُ كل منها بوظائف محددة.. بل يريدُ حكومةً قويةً، تنفذ البرنامجَ الحكومي من دون معوقات.. حكومة قريبة من الشعب وهمومه، وتزرعُ الأملَ والبسمة على وجوه أبنائه، لتخفيف معاناتهم، والنُهوض بهم نحو مستقبلٍ مُشرق، لاسيما الطبقة الفقيرة الكادحة منهم.
أقول .. القائد أو الحاكم المميز لا يولَد بقدراتٍ استثنائيةٍ، في أغلب الأحيان، بل يصقل مهاراته ويطور نفسه، ويستغل الظروف انطلاقاً من طموحه ورغبته في النجاح، والوصول إلى ما يطمح إليه شعبه.
السوداني -حالياً- قريبٌ من الشعب وهمومه وخدماته، ويحاول بين أوانٍ وآخر التخفيف عن كاهل المواطنين، ومعاناتهم، من خلال تواصله معهم بشكل مباشر، أو عبر وسائل الاعلام.
ختاما أقول .. شكراً لكل من يرغب في إعمار البلاد ..والشكر موصول لكل المهندسين والمدراء والعاملين الذين ساهموا في بناء العراق، وإظهاره بما يليق بتأريخه وحضارته.