تؤكد العديد من المؤسسات العربية المتخصصة بالطفولة بأن مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يمرّ بها الكائن البشري منذ ميلاده وحتى سن الثانية عشرة.
وتعدّ الطفولة من أهم مراحل الحياة الإنسانية حيث يكتسب فيها الأطفال العادات والمهارات العقلية والاجتماعية والعرفية التي تلازمهم طيلة حياتهم!
والأطفال هم ربيع الأرض، وزهور المجتمع، ومطر البساتين، وينابيع الفرح والسرور، وهم الأرض الخصبة للسعادة والفرح والبهجة، وهم في ذات الوقت أضعف المخلوقات الإنسانية، وبالذات في أوقات الأزمات ومنها الحروب والتهجير والفيضانات وغير ذلك!
وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف“ بأنه يحق لجميع الأطفال أن يتمتعوا بالحماية من العنف، ويفترض العمل من أجل حمايتهم في الحروب!
ومع هذه التناقضات الإنسانية والقانونية على كوكبنا نحاولتسليط بعض الضوء على واقع أطفال غزة بعد عام من الحرب الانتقامية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد أهالي غزة عموما والأطفال خصوصا!
فبينما ينعم أطفال غالبية دول العالم بالدفء والحنان والتعليم يصارع أطفال غزة الحياة، وهم يعانون من قساوة البرد، وفقدان حنان الأمهات وسط غياب تام للقطاع التعليمي والصحي والخدمي!
إن براءة الأطفال القائمة على الحب والصفاء وفطرة الوفاء والضحك واللعب جميعها نُحِرت في غزة، ويحاول نتنياهو بالمقابل أن يتباكى بسبب بضعة صواريخ سقطت على بعض المقاطعات المحتلة وكأن أطفال الصهاينة من جنس بشري نادر، وأطفال غزة ليسوا من البشر!
وخلال العام الماضي ارتكبت “إسرائيل“ مئات عمليات القنص والاعدام لأطفال غزة وكأنهم جنود في ميادين القتال!
وسبق لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن قالت في تشرين الأول/ أكتوبر 2024 بأن (65) من العاملين الصحيين الأمريكيين الذين يعملون في غزة زوّدوا الصحيفة بأكثر من (160) صورة وفيديو، وشرحوا أوضاع الأطفال الذين أصيبوا بطلقات نارية في رؤوسهم أو صدورهم.
وبداية شهر شباط/ فبراير 2024 قالت صحيفة هآرتس الصهيونية إن (11) ألفا و(500) طفل قتلوا في غزة!
وأعلن الجهاز الفلسطيني المركزي للإحصاء، في الرابع من نيسان/ أبريل 2024 بأن القوات “الإسرائيلية“ تقتل نحو أربعةأطفال كل ساعة في غزة!
فيما كشف “فيليب لازاريني“، المفوض العام لوكالة “غوث“، بأن عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب الحرب المستمرة في غزة يفوق عددهم المسجل على مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم!
وأظهرت الأمم المتحدة أن (12) ألفا و(193) طفلا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022!
وخلال (11) شهرا من الحرب، ارتفع عدد ضحايا الهجمات “الإسرائيلية“ من الأطفال إلى (16) ألفا و(456) قتيلا، وآلاف المصابين، بحسب حكومة غزة.
وهكذا تستمر مأساة أطفال غزة، ولا أحد يعرف على وجه التحديد كم هي أعداد الضحايا من الأطفال بعد عام من الهجمات الصهيونية الانتقامية على غزة؟
وحاليا ترتكب “إسرائيل“ أكبر جريمة تهجير في التاريخ الحديث من شمال غزة نحو المجهول وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، بمقطع يظهر طفلة غزّية نازحة وهي تحميل شقيقتها المصابة لأكثر من كيلومترين لتلتحق بعائلتهما وهي حافية القدمين وتحت أشعة الشمس الحارقة!
فأين الضمير الإنساني مما يجري لأطفال غزة أم أن العالم الغربي لا يسمع ولا يرى حينما يتعلق الأمر بجرائم “إسرائيل“؟
ومن الفقرات المهمة المتعلقة بالمجرمين أكدت منظمة ” اليونيسيف” على ضرورة “إخضاع مرتكبي الجرائم ضد الأطفال للمساءلة“؛وعليه ينبغي على المجتمع الدولي تقديم نتنياهو لمحكمة دولية لارتكابه مئات الجرائم بحق الفلسطينيين عموما، وأطفال غزة خصوصا!
فمتى سيحاكم نتنياهو وكيانه لتحقيق بعض العدالة على الأرض؟
dr_jasemj67@