عودة المجتمعات إلى نظام العشيرة والقبيلة في زمننا المعاصر , البعض يحسبه إنتكاسة وطنية فادحة , فالمجتمعات المتقدمة تؤسس دول المواطنة المحكومة بدستور , تنبثق عنه قوانين تحقق الأمن والحفاظ على قيمة وحقوق المواطنين.
وبعض المجتمعات المبتلاة بدول فاشلة , إندحرت في متواليات التشظي والتقوقع في كينونات عشائرية وقبلية , وكأنها ليست في عصرها , ولا تعرف بناء الحياة الحرة المستقرة.
وإستثمر أعداؤها في تمرير لعبة الصراعات البينية , وإستنزاف الطاقات الوطنية وتبديدها.
والأجدر بهذه المجتمعات المنكوبة بالواقع المتمترس وراء مسميات , أن تستعيد رشدها وتستثمر طاقاتها في سلوكيات بنّاءة وتفاعلات إيجابية صالحة للوطن.
وعليه يتوجب على العشائر والقبائل أن تتنافس بإيجابية فيما بينها , وذلك بتشجيع العلم والمعرفة والزراعة والصناعة , وما يتصل بمقومات الحياة المعاصرة.
فإذا أبدع أبناء العشائر في سعيهم المعرفي الوثاب , فكل عشيرة ستزداد قوة وقدرة على الحياة الحرة الكريمة , وبمجموعها سيكون المجتمع أقوى.
فلا تستخفوا بالعشائرية والقبلية وعليكم أو توظفوها للصالح العام.
ولنا في تجربة سايكس بيكو أوضح الدروس , فبدلا من بناء الأوطان , تمكن الأعداء من خداعنا وتضليلنا ودفعنا للإحتراب.
فكلما زاد المقسم يجب أن يكون الإبداع أعظم!!