22 ديسمبر، 2024 8:42 م

انتماءنا العربي في خطر

انتماءنا العربي في خطر

الموقف العربي الرسمي والشعبي وصل إلى مرحلة تنذر بالخطر، فكيف أصبحنا نثق بأمريكا وإسرائيل وقوى الاستعمار الغربي، ما زلنا نتذكر كيف نكل الإنكليز باتفاق مكماهون – الشريف حسين واتفقوا مع فرنسا على تقسيم الوطن العربي بينهم بعد أن وقف الشريف حسين معهم وقادة ثورة ضد العثمانيين، وكنا نفتخر بعروبتنا أيام المظاهرات في كل المدن العربية دعماً لفلسطين أو الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي وغيرها الكثير كنا جسد واحد إذا اشتكى عضواً تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى، وكنى نزهوا بعروبتنا أيام قائد القومية العربية الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله رغم الطعنات التي تعرض لها من اخوته العرب.

ماذا حصل لأمتنا العربية ليصبح الموقف الرسمي والشعبي خانعاً ذليلاً فرحاً بمقتل سيد المقاومة الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله، نعم يمكن أن نفهم المواقف الرسمية للدول العربية لأنها اختارت طريق الخنوع طريق التطبيع المذل مع الكيان الصهيوني لأن قادتنا همهم بقائهم على كرسي السلطة وملذات الحياة هي الهدف وكل شيء يمكن أن يداس عليها من أجل تحقيق هذا الهدف وإن اكتظتالسجون بكل من يتفوه بكلمة وإن علقت المشانق لكل الأحرار وإن كان القرار الوطني بيد الأجنبي وإن فقدنا سيادتنا وكرامتنا وعزتنا العربية المهم السلطة والكرسي حتى وإن ضحينا بكل المبادئ بكل الأخلاق بكل الكرامة بكل الوطنية، هذا يفهم لملوك ورؤساء استحلوا الحياة ونسوا الآخرة.

لكن ما لا يفهم الموقف الشعبي وكمية الفرح باستهداف رأس المقاومة العربية والإسلامية الشهيد السعيد سماحة السيد حسن نصر الله وكأنه نصر للعرب فهل معقول أن يصل الجهل في الشعوب العربية لهذا المستوى من الانحطاط وهل تمكنت إسرائيل والاعلام الغربي بغسل عقول الشعب العربي حتى يهلهل لقتل استشهاد رأس المقاومة والتأييد لضربات العدو على لبنان وإن كان هناك من يبرر هذا الموقف بربطه بسيطرة الطائفية وتغلغلها على المستوى الشعبي وتغذيتها بشكل مسموم من قبل الغرب وبمساعدة الحكام العرب لضمان سيطرتهم على هذه الشعوب، لكن ما لا يفهم صمت هذه الشعوب لما تعرض له الشعب الفلسطيني في غزة واللامبالاة لما يتعرض له هذا الشعب المسكين وهم أخوة لنا فمن لم تهزه مناظر الجرائم التي ارتكبها العدو الغاصب ولم يتأثر بصور الأطفال الفلسطينيين والنساء الثكلى والدمار الذي لحق بقطاع غزة فليتأكد من انتماءه العربي ولا أقول أكثر من ذلك.

وأختم مقالي بالقول من فرح بالنصر المزعوم للصهاينة وبدأ يراهن على ضعف وانتهاء حزب الله ليرى لهجة النتن نتنياهو بعد الزهو الذي كان يشعر به قبل يومين واختفاءه عن المشهد الإعلامي وتصريحات قادة العدو أن العملية البرية محدودة وأن هناك اشتباكات كبيرة للجيش الإسرائيلي مع المقاومين وبعدها يأتي التصريح من القوات الدولية لا يوجد هناك أي اشتباك أو معارك في الحدود اللبنانية الإسرائيلية وهذا يدل أن الضربات التي وجهتها المقاومة لتجمعات الصهاينة التي أعلنت عنها المقاومة كانت مؤلمة لهم حتى تخيلوا أنهم يشتبكون مع المقاومين ودليل تماسك الحزب تصريح الاسرائيليين عن اعتراضهم لبعض الصواريخ وليس كل الصواريخ في العمق للكيان وإن الصواريخ تدك تل ابيب وصفد وحيف وعكا، وأسأل الفرحين من العرب أين ينام أكثر من 2 مليون إسرائيلي غير الملاجئ.

المقاومة وبعونه تعالى هي من يحدد نتائج الأرض وأن النظام الجديد الذي أعلن عنه نتنياهو لن يحدده إلا المقاومين والنصر قادم وهو ناصر المؤمنين.