الخيانة والجهل عاملان فاعلان في صناعة الأحداث المتفاقمة في واقعنا الملتهب , فما أكثر الخونة في ديارنا , وتزايد أعداد الجاهلين , وسيادة المغفلين , المتوجين بأمّارات السوء التي فيهم.
وجودنا مهلهل مخترق , وضمائرنا تباع وتشترى في مزادات العمالة والنيل من بعضنا.
فوراء كل طامة كبرى خائن وعميل لجهة إشترته وأماتت ضميره وحولته إلى أداة شرور , وهو كالمثمول المنوّم بالأضاليل والأباطيل , والملقوم بحفنة نقود.
تأريخنا يخبرنا بأن الملمات الكبرى وراءها خونة , ومن المقربين إلى رأس القوة والسلطة والنظام.
الخيانة طاعون وجودنا على مر العصور.
الشعوب المنزهة من فعل الخيانة قوية عزيزة , ومجتمعات الخيانات المتوارثة ذليلة مهانة ومغلوبة على أمرها.
لماذا الخيانة تطغى , وتكون مصدر فخر وحياة في ديار تشظى جوهرها؟
من أهم أسبابها الجور الفاعل في الكراسي , والفعل المؤجج للعواطف السلبية , والمؤازر للنقمة والعدوان البيني , وفقا لمنطلقات بهتانية وهذيانات خرافية ذات تطلعات فجائعية.
النكبات والنكسات والإنكسارات , ساهمت فيها أفاعليل الخيانة , وتمثل إنتصارات إستخبارية قبل أن تكون ميدانية , وما يجري في واقعنا المعاصر , ينطلق من مفهوم الإختراقات الأفقية والعمودية لهياكل إقتدارنا المحفوف بالمخاطر الجسام.
الخيانة سلوك معقد ومتشعب , يتخذ مسارات متنوعة وفي أكثر الأحيان يكون مصير الخائن مأساويا بعد أن يتمكن العدو من نيل ما يريد بواسطته , فيتم رميه في أقرب سلة مهملات , أو يقتل أشنع قتلة.
فلماذا لا يتعظ الخونة؟
ولماذا بجهلهم يعمهون؟
ذلك هو السقم المرير , والسلوك المذموم الرجيم.
و”إن الله لا يحب الخائنين”!!
و”إن الله لا يحب كل خوان كفور؟!!