العميل: مَن يعمل لصالح دولة أخرى ضد بلده. والجمع : عملاء.
ومن أخطر ما يواجه الأمم والشعوب هم العملاء , الذين يتكاثرون في مجتمعاتها وينخرون وجودها , ويساهمون في إيصال أعدائها إلى أهدافهم.
والمجتمعات القوية لديها مناعة ضدهم , ومن العسير أن يُصاب أبناؤها بدائهم , وإن حصل لأحدهم ولبضعة منهم فأن مصيرهم الهوان والمحق.
بينما بعض المجتمعات ينتشر فيها وباء العمالة , ويتسبب بخسائر فادحة على كافة المستويات , ويعود السبب إلى ظلم أنظمة حكمها وفقدانها القيادة الوطنية العادلة , القادرة على تثوير الطاقات الجماهيرية والإستثمار فيها , وتوجيهها لتحقيق المصالح العامة.
فتتوفر فيها أنظمة حكم قاهرة للإرادة , وذات عدوانية عالية ضد المواطنين , مما يتسبب بإطلاق المشاعر السلبية الإنتقامية في نفوسهم , وبهذا يصبحون مؤهلين للإصابة بالوباء والعدوان على بلدهم , وما يتصل به من رموز ومؤسسات.
أي أن نظام الحكم هو الذي يساهم في صناعة أعدائه وتحضير الساحة لإنتشار العملاء بين الناس.
ولهذا تجدها مجتمعات ضعيفة مخترقة مستلبة الإرادة والمصير , ولاتتفاعل بإيجابية مع ذاتها وموضوعها , وتنحدر بسهولة إلى أسفل السافلين , وتتمحن في خطواتها وتتوحل فيما تريد.
وكلما عوّقت أنظمة الحكم تطلعات الجماهير إشتد ميلها للعمالة , والتفاعل مع أعداء ذلك النظام متوهمة بأنها ستنتقم منه وينال جزاءه , وأنها ستحقق ما تريده , وفي الواقع يتم إستخدامها لتأمين مصالح الذين وظفوها للوصول إلى الأهداف المنشودة بأقل الخسائر.
ومن الواضح أن العمالة منتشرة في البلدان المتأخرة , الفاشلة في بناء الدولة المعاصرة , والتي تفقد الدولة فيها هيبتها وقدرتها على ضبط الأمن والأمان , وتنتشر فيها العصابات والمجاميع المسلحة بأنواعها , والتي تسخرها الدول المستفيدة لتأمين ما تريده من المشاريع والتطلعات المتصلة بعقائدها ونواياها الخفية.
فهل تدرك أنظمة الحكم ما تقوم به من سلوكيات ضارة بنفسها وبمجتمعاتها؟!!
وهل سترعوي الكراسي وتتبصر؟!!