29 سبتمبر، 2024 8:28 ص
Search
Close this search box.

العُملاء!!

العميل: مَن يعمل لصالح دولة أخرى ضد بلده. والجمع : عملاء.

ومن أخطر ما يواجه الأمم والشعوب هم العملاء , الذين يتكاثرون في مجتمعاتها وينخرون وجودها , ويساهمون في إيصال أعدائها إلى أهدافهم.

والمجتمعات القوية لديها مناعة ضدهم , ومن العسير أن يُصاب أبناؤها بدائهم , وإن حصل لأحدهم ولبضعة منهم فأن مصيرهم الهوان والمحق.

بينما بعض المجتمعات ينتشر فيها وباء العمالة , ويتسبب بخسائر فادحة على كافة المستويات , ويعود السبب إلى ظلم أنظمة حكمها وفقدانها القيادة الوطنية العادلة , القادرة على تثوير الطاقات الجماهيرية والإستثمار فيها , وتوجيهها لتحقيق المصالح العامة.

فتتوفر فيها أنظمة حكم قاهرة للإرادة , وذات عدوانية عالية ضد المواطنين , مما يتسبب بإطلاق المشاعر السلبية الإنتقامية في نفوسهم , وبهذا يصبحون مؤهلين للإصابة بالوباء والعدوان على بلدهم , وما يتصل به من رموز ومؤسسات.

أي أن نظام الحكم هو الذي يساهم في صناعة أعدائه وتحضير الساحة لإنتشار العملاء بين الناس.

ولهذا تجدها مجتمعات ضعيفة مخترقة مستلبة الإرادة والمصير , ولاتتفاعل بإيجابية مع ذاتها وموضوعها , وتنحدر بسهولة إلى أسفل السافلين , وتتمحن في خطواتها وتتوحل فيما تريد.

وكلما عوّقت أنظمة الحكم تطلعات الجماهير إشتد ميلها للعمالة , والتفاعل مع أعداء ذلك النظام متوهمة بأنها ستنتقم منه وينال جزاءه , وأنها ستحقق ما تريده , وفي الواقع يتم إستخدامها لتأمين مصالح الذين وظفوها للوصول إلى الأهداف المنشودة بأقل الخسائر.

ومن الواضح أن العمالة منتشرة في البلدان المتأخرة , الفاشلة في بناء الدولة المعاصرة , والتي تفقد الدولة فيها هيبتها وقدرتها على ضبط الأمن والأمان , وتنتشر فيها العصابات والمجاميع المسلحة بأنواعها , والتي تسخرها الدول المستفيدة لتأمين ما تريده من المشاريع والتطلعات المتصلة بعقائدها ونواياها الخفية.

فهل تدرك أنظمة الحكم ما تقوم به من سلوكيات ضارة بنفسها وبمجتمعاتها؟!!

وهل سترعوي الكراسي وتتبصر؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات