هل سيكون النجيفي جسر عبور المالكي للولاية الثالثة ؟

هل سيكون النجيفي جسر عبور المالكي للولاية الثالثة ؟

من يعتقد أن السياسة فيها قيم فهو واهم ، من يعتقد أن السياسة فيها مبادئ فهو غلطان ، من لا يعتقد بوجود قيمة سامية عند السياسيين فهو صادق ، مهما اختلفوا فهم بلحظة فائدة ذاتية يتفقون، مهما أتفقوا فهم برمشة ذاتية يختلفون ، من لم يكن سائراً على النهج  ( البرجماتي ) والذي يعارض الفكرة التي تقول بأن المبادئ الإنسانية والفكر وحدهما تمثلان الحقيقة بدقة وهي فلسفة النتائج التي تضمن لي ما أريد لتكون الفكرة ناجعة إن تناغمت مع ما أريد وهي تصلح أن تكون نبراساً للسياسي الذي يرى لا خطوط حمراء لأي قيمة لأن الخط الأحمر هذا اليوم سيكون خطاً أخضراً يوم غد ، فمن لا يتعامل مع السياسة من هذه النظرة لا يصلح أن يكون سياسياً ، يحوم الفشل حوله فلا يتركه إلا أن يقع في بئر الفشل لينتهي بعدها منتحراً صامتاً بلا صوت ولا صورة رافضا حتى فكرة الظهور في الشوارع العامة وفي الجلسات العائلية ، هؤلاء ليس لديهم أنكر من المعروف وأعرف من المنكر ، هم يعتقدون بأن باب السياسية هو باب من أبواب الجنة فتحه الله لأوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصين وجنته الوثيقة فمن ترك السياسة رغبة عنه البسه الله ثوب الذل وشمله البلاء وضر قلبه بالأسداد واديل الحق منه بتضييع المنفعة ، وها هو النجيفي الذي برأي كاتب السطور لم يكن ساذجاً حين أساء لسمعته ( المذهبية ) والتي هي رصيده في كل عرس انتخابي وسلاحه القوي ( النووي ) الذي يجاهر به علناً حين يقول ( نحن ممثلو أهل السنة الوحيدون ) وقد ذهب لإيران بعد أن أصبح سخرية المواقع والفضائيات الصديقة والعدوة حين زار فاتحة والدة ( قاسم سليماني ) تاركاً واجبات رئاسة المجلس الوطني بلا ربان ليكون أول المشيعين ، مقبلاً الرؤوس ، مطأطئ الهامة ، خافضا للكرامة ، هاملاً المذهب ، ناقما للقيمة ، ضارباً بعرض الحائط دماء أهل السنة ، منتفخ الاوداج وكأنه حرباء نافخة ، جالسا في فاتحة سليماني بلا صوت ونظراته تحاكي نظرات سليماني وتقول له صادقة (أنا خادمكم من أهل السنة ) وليس سهلا حين يوعده سليماني بمنصب رئيس جمهورية العراق بدلا من الحي الميت مام جلال الذي أصبح عبئاً ثقيلاً على خزينة العراق وعلى صدورنا ومعه المئات من فوج حمايته الرئاسية في مقر اقامته ببلاد الإفرنج وهم يأكلون من خيرات أهل البصرة وكركوك وأهلها بلا مأوى ولا رغيف خبز يحصلون عليه بكرامة ، وعصابات الجبل تأكل من لحم اكتاف الفقراء وهم منعمون ونحن محرومون .

كيف يتخلى النجيفي عن فكرة الصعود السياسي وهو لا يفكر بالعودة لنفس المنصب ولا يعتقد في تولي منصب وزير قيمة بعد أن تسارعت الطموحات لتصبح حلما وحقيقة تراوده في الصحو قبل النوم وفي النهار قبل الليل ، وها هو الناطق باسم متحدون يقول ” ليس لدينا خط أحمر على تولي المالكي ولاية ثالثة ” ترى هل هذا الناطق المدعو جابر الجابري يتكلم من فراغ ؟ هل هم ساسة مخضرمون لدرجة إنهم يظهرون لنا عمق العلاقة فيما بينهم وهم بعيدون عنها وكأنهم ساسة بريطانيون ؟ كيف سيقنع النجيفي الشارع السني بفكرة الاتحاد مع المالكي ؟ هل سيتخلى النجيفي عن أهل السنة لصالح المنصب وشعار ( كلنا عراقيون ) ؟ ما هو موقف بقية اعضاء كتلة النجيفي ؟ هل سيلدغ العربي السني من الجحر مرة ثالثة ؟ هل سيخلع النجيفي قناع السياسي المدافع عن المذهب لصالح منصب رئيس الجمهورية ؟ هل سيذهب النجيفي إلى طهران سراً كما فعلها المالكي لضمان صيغة توافقية في الرؤى ؟ هل سيعتمد مستقبلا على التزوير لضمان الأصوات كما حصل لقائمتهم في الكثير من المناطق بعد أن شعروا بتفاهة برنامجهم ؟ هل اتفق مع الأكراد على تولي منصب رئيس الجمهورية مقابل تنازلات كبيرة لهم في المناطق المتنازع عليها في الموصل يضمنها شقيقه الأثرم ؟ هل سيدفع أهل الموصل ثمن منصب رئيس الجمهورية بانتزاع وخطف مناطق من محافظتهم لصالح الكورد ؟ .

علينا انتظار كذا أسبوع حينها سنعرف كيف تمت الطبخة في مطابخ إيران وكيف هي الكذبة المفبركة التي تضمن له المنصب مع احترام الشارع السني ، لكننا نبقى نقول أن النجيفي لا يوافق على منصب دون منصب رئيس الجمهورية ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم .