19 ديسمبر، 2024 12:12 ص

المنحدر الزلق

مقالات متعددة حول الأسئلة الكبرى وأشير هنا بالخصوص إلى مقال (نظرية إسلامية الحكم) لننتقل إلى معيق في التفكير هو التصورات والأفكار والمسارات السلبية تخت عنوان المنحدر الزلق.

لا تعمل منظومتك العقلية بالتفكير:

عندما تعيش اغلب الناس في واقعنا وهم امتلاك الحقيقةأو لا شيء يهم بالمقابل، فإنها ستذهب إلى مغالطة تسمى انف الجمل أو المنحدر الزلق، من يؤيدها فهو الطيب لأنه يشبهها وثبت ما عندها فلا تحتاج أن تشك به أو تراجعه، يطلب منها أن تحتج على الظلم فيكون السيناريو منزلقا من رد فعل الحكومة السلبي إلى الحرب الأهلية إلى التمزق للدولة.

في المنحدر الزلق التفكير في الآيات يعني تقديم العقل وإهمال النقل والحكم بالهوى ومخالفة للسلف الصالح فمعناها تشويه للدين وردة وغير ذلك بينما حقيقة الأمر أن المسلمة أو المسلم مأمور بالتفكير والتفكر وان ما يختبر في الأرض هي منظومته العقلية، فمفهوم الحياة والخليقة منقلب عند هؤلاء ميالون للطلاسم والغموض بما لا يتعامل معه ليعقل وقد يقولها البعض لا تفكر وسلم عقلك مع أن القرآن لم يذكر العقل اسما أصلا فهم جهلة بمفاهيم ومعاني القرآن ومتبنين أفكارا أتت من الفلسفة اليونانية وهم لا يشعرون، ولأنها تعجز عن الإجابات فيطلب منك ألا تفكر ولا ينتبه أنها مخالفة للنص القرآني الذي يعيب التقليد، ويمتدح المتفكرين والآيات كثر ولا تحتاج لاستدعاء أمثلة.

ماذا يعني الذهاب في المنزلق:

السير على المنزلق يعمق الأفكار السلبية ولا يعطي إيجابية وتشجيع للتجديد والابتكار وسيادة التردد بدل احتمال النجاح، يدعوك لأمر يقبله لك ولا يقبله لنفسه.

1- استخدام النص لتبرير الطغيان لأنه مستفيد منه، أو يذهب بك إلى القول لو لم يك هذا الوضع لجاء الملاحدة ومنعوا العبادات والطقوس وغيرها، أو علينا أن نختار بين الفساد وبين الإلحاد بل من يخرج عن هذا فهو مؤيد للكفر والهرطقة والزندقة.
2- تنادي هذه الناس بالتزام الأخلاق وهي ترعى الانحدار الخلقي والمجتمعي ولا ترى أن هذا يحصل أصلا رغم انه مرئي واضح من غيرهم.
3- تدعو الناس إلى التقشف وهي تصرف في يوم ما يصرفه من تدعوه للتقشف في شهور، لان عدم التقشف سيقود للسرقة والقتل وغيرها ولابد أن ترضى بذلك وتخرج أحاديث كيف أن الرسول والصحابة يعانون من الجوع وهو امر ليس حقيقيا لأنه يفتقر إلى منطق القوامة ناهيك عن غيره.
4- المنحدر الزلق يدعو لطاعة الحاكم حتى لو فسق وظلم وكأنه ليس بشرا له من مزايا إلا طاعة الناس خشية الفتنة والذهاب إلى الفوضى بل إن أحاديث تنسب إلى الرسول بما ينافي مفهوم الخليقة والرسالة في تخويف الناس من إيقاف الظلم وتوارى أحاديث تحث على منع الظلم وتخفى وهي الأقرب لمنهج المسلم ورسالة الإسلام التي أتت لإزالة الظلم بكل أنواعه.
5- أننا سنرى حتما وصف الواقع في نشر الأثر المتداول عن حصول الظلم وتمدده وطرحه وكأنه قدرا مقدوراوترسيخ معنى الصبر والصابرين في الخضوع للسلبية وللحال المزرية والاحتجاج عليه يعتبر نوع من الجزع، بينما المعنى القرآني معنى الصبر هو الصمود على الصواب أو العبادة وان الصبر هو المطاولة لان الفرج مع الإصرار وشتان بين المعنيين.
6- ولا تقتصر السلبيات على فئة دون أخرى فنجد أن هنالك ممن خرج إلى الإعلام يعرض بالإسلام بتعميم سلوك فئة ضالة أضرت بالمسلمين بكل أنواع الضرر، ويقدم نفسه على انه متمدن بكل نزق لا ينضح إلا بالكراهية ويصف المنسوب للشريعة وقد راقه تصديقه انه همجية وفحش وهي تصرفات فردية لا يخلو منها أي جماعة أو مجتمع عازلا قومه عن الأمة الكبيرة وغالبا ما ينطلق هذا من رد فعل لإحساس بتراكم الكراهية لدرجة التصديق بما وضع من حواجز إبعاد الرعية عن المغادرة وتولد إحساس بالفشل والدونية.
7- هنالك البعض وجد استنهاض الكراهية عند عامة الناس أسلوبا للحفاظ على الرعوية وخلق حاجز بين مواطني البلد الواحد في عزل شعوري كتطرف في النفاق والكراهية حتى لو شعر بنوع من العاطفة الإيجابية تجاه زميل أو أحد معارفه فانه يحس بالذنب، هذا الأسلوب أضعف الانتماء وخلق فرصة الخلاص من البيئة في أول فرصة، ولو تلاحمت الناس باحترام عقائد بعضها لكان هنالك تلاحم في تجاوز أي مؤامرة أو حدث بلا خسائر مجتمعية حيث يغادر الناس إلى وهم التقارب والغرب فيجد الغربة في أسلوب العيش والعادات والتقاليد.
8- هذا الاضطراب الذي يقود للتشظي يحال إلى تفكير المثقفين والباحثين وليس عقلية وتصور من توقف نموه في حل المشاكل فبات ينقل فشله في الشكوى والتظلم وسد الطرق نحو ابتكار أساليب في التفاهمات، ليخلقوا بيئة مضطربة.

البيئة المضطربة:

بيئة العصبيات والنزعات الطائفية والعرقية أو الاستقطاب بيئة مضطربة ليس بسبب تعدد الطوائف والأعراق والأديان بل بسبب الظن بامتلاك الحقيقة وان الكل يجب أن يكون شبيها له أو تابعا بلا شروط، وربما يتغلب الجهل فتصبح الإلغاء بديل التجاهل والإبادة بديل التهميش والاحتواء، هذه البيئة لا تصلح لإقامة مدنية عصرية فاعلة، وربما عالم اليوم يعاني بشدة من هذه الظاهرة بشكل وآخر بغياب فكرة حقيقية فاعلة لبناء المجتمع والدولة.

الحقيقة أن أي نوع من العصبية هو جنوح غريزي ومعطل للإصلاح مزرعة لإنتاج الكراهية والفشل بلبوس النجاح واكل للذات عندما يعجز الناس من انتظار الأحلام ورؤية الأوهام وهي تحظى بالتمجيد وهذا غالبا في سلطات العام المتخلف الذي تتضح فيه بشدو منظومة تنمية التخلف

المنحدر الزلق هنا خطأ استخدام العواطف والتلاعب بالحقائق وإنتاج الكراهية التي دوما تتطور لتخلقكراهية مضادة ربما تنسى أسبابها الهشة لتتحول من الخصوص إلى العموم وتلك بلية ضارة بالمجتمع