22 نوفمبر، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

المرجعية والمسافة الواحدة بين الواقع والشعار

المرجعية والمسافة الواحدة بين الواقع والشعار

بغض النظر عن مصدر مفهوم أو مصطلح (الوقوف على مسافة واحدة) هل هو من فكر المرجعية أم مستورد من الخارج ومُستحسن, لكن الكلام يكون في مدى تأثير هذا الشعار على الواقع السياسي في العراق وعلى سمعة المرجعية ومواقفها, وهل هو شعار الاعتراف بالخطأ الذي وقعت فيه المرجعية الغير معصومة من الأخطاء,حيث انها منذ بدء العملية الانتخابية كانت على خلاف هذا الموقف والشعار إذ انها أيدت ودعمت وأوجبت الوقوف ودعم وانتخاب كتل وقوائم بعينها (الشيعية بالذات) , وكان الذي حصل وجرى , فشل كبير وخيبة أمل للمرجعية التي اوصدت أبوابها في وجه من دعمتهم وأيدتهم ووقفت بما تستطيع معهم ؟!فجاءت لحظة الاستدراك والتعامل مع واقع حال يُحّمل الساسة والمرجعية على حدٍ سواء جملة ماحصل في الواقع السياسي والخدمي في العراق, فكان الشعار (الوقوف على مسافة واحدة) عسى ولعل أن يزين ويحسن صورة المرجعية ويُلمعها ويُنسي ماحصل من أخطاء, ويكون الحديث والاعلام منصباً على هذا الشعار ومع التراكم لايلتفت الى ماكان من موقف للمرجعية قبل هذا الشعار !
شعار للاسف لم يؤثر في الواقع الذي هو نتيجة المواقف السابقة لسنين عدية قبل هذا الشعار, حيث ترسخ في ذهنية وسلوك الفرد العراقي الولاء الطائفي والمذهبي والاختيار أو الانتخاب لايعدو هذا المفهوم, فلا وقوف واقعاً ولا فكراً على مسافة واحدة ولا إتباع ولاتأثر بموقف وقرار وشعار المرجعية, حتى ضمن وفي الكتل والقوائم في المذهب الواحد ! أضف الى ذلك ان رافعي هذا الشعار لم يجسدوه واقعاً بانفسهم او من ينوب عنهم, لان جُل التصريحات والمواقف والقرائن العملية والسلوكية تشير الى الميول ضد أو مع هذه القائمة أوتلك, والسلوك او التصريح حاكي عن هذه الصورة والتي أيقنها الفرد العراقي ,وأيضاً أن أصل الشعار (الوقوف على مسافة واحدة) ليس دقيقاً وغير ناهض لان المرجعية صاحبت هذا الشعار والفرد العراقي والواقع يشهد بوجود الصالح والفاسد فبلحاظ القرب والبعد لايصح الوقوف بمسافة واحد من الصالح والفاسد, وان بُرر ذلك بدعوى انه يعني لاتدعم قائمة بعينها ,لانه كما قلنا سلفاً هذا قد خُرم بمجرد التصريح والسلوك والإشارة الى عدم إنتخاب الفاسد ومن فشل بادارة البلاد والذي هو بنفس الوقت تلميح ان لم يكن تصريح بدعم وتأييد لمن لم يتسنى له الإدارة بمعناه الرئاسي والسلطوي النافذ ,وهو ما يعني ان المرجعية مالت مع هذا الطرف دون غيره ,! فلا الواقع تغّير ولا الشعار فاعل وتام من حيث المفهوم ولم يفلح ايضاً لتحسين الصورة ولم ينجح لترقيع ما قد فُتق , وقد أشار سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله لهذا الامر في محاضرته الخامسة عشر العقائدية بقوله (…..لايصح المسافة الواحدة اولا من ناحية القرب من المفسدين واذا كان في الاطراف بين مصلح والمفسد ايضا لا يصح مسافة واحدة بلحاظ المفسد والمصلح نكون بمسافة واحدة بلحاظ البعد وبلحاظ الهروب هذا لا يصح ، لكن الان القضية نقول وصلت الى مرحلة من الصراع والخصام اضطر الاساتذة ان يكونوا لطرف مقابل الطرف اخر وهذا الشيء مؤسف جدا وخاصة فيه قراءة خاطئة قراءة مخالفة للواقع اكثر من ثمان سنوات عنوان المرجعية يؤسس الى الطائفية يؤسس الى المذهبية يؤسس الى القبح يؤسس الى الانتهازية فالشارع تربى ضمن هذه السنوات ضمن هذه الخصوصية….)

أحدث المقالات