18 نوفمبر، 2024 1:37 ص
Search
Close this search box.

لا قرار فوق إرادة الشعب وخياره

لا قرار فوق إرادة الشعب وخياره

ترّددت في اليومين الأخيرين أنباء عن اجتماع مزعوم لمراجع الدين الأربعة الكبار في النجف الأشرف , وأنّ هذا الاجتماع قد تمّخض عن اتفاق للمراجع الأربعة يدعون فيه التحالف الوطني للاجتماع واختيار رئيس جديد للوزراء يكون مستّقلا وبديلا لرئيس الوزراء نوري كامل المالكي , ويكون مقبولا عند كافة الأطراف السياسية في البلد , وبالرغم من عدم صحة حصول مثل هذا الاجتماع , إلا أنّ أطرافا سياسية بدأت ترّوج لفكرة اختيار بديل لنوري المالكي , حتى وإن حقق فوزا كاسحا في الانتخابات , وهذه الأطراف تريد أن توحي للناس أنّ مراجع الدين الكبار في النجف الأشرف يدعمون مثل هذا الخيار ويرفضون توّلي نوري المالكي لولاية ثالثة .
والحقيقة إنّ ترويج مثل هذه الإشاعات الكاذبة تقف ورائه أطرافا إقليمية وداخلية متباينة الأهداف والنوايا , فمن المؤكد أنّ اطرافا إقليمية لا تريد عودة المالكي للسلطة , وهذه الأطراف غير مخفية على أحد , وأجنداتها معروفة للجميع , وقد جندّت لها الأموال والرجال لتحقيقها , وهنالك أيضا أطرافا داخلية هي الأخرى لا تريد عودة المالكي للسلطة , وكل طرف من هذه الأطراف له أسبابه الخاصة به , فاسباب رفض مسعود البارزاني لنوري المالكي تختلف عن أسباب رفض أسامة النجيفي أو اياد علاوي أو عمار الحكيم أو مقتدى الصدر , فهم جميعا موتورون من نوري المالكي , فهذه الأطراف جميعا هي التي ترّوج لفكرة أنّ مراجع الدين الكبار لا يريدون عودة نوري المالكي للسلطة , لكنّ من يملك شيئا بسيطا من المعقولية يستطيع أن يعرف وبسهولة أنّ هذه الإشاعات كاذبة ومغرضة , وهي لا تعدو أن تكون أكثر من أحلام مريضة عشعشت في عقول مريضة .
فإذا كان المراجع الأربعة الكبار لا يريدون عودة نوري المالكي للسلطة , فلماذا دعوا الناس للمشاركة الفاعلة في الانتخابات ؟ ولماذا أعلنوا جميعا عدا الشيخ بشير النجفي , وقوفهم على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية المتنافسة ؟ وإذا كانوا لا يريدون فعلا عودة المالكي كما يزعم مطلقي هذه الإشاعات الكاذبة , فلماذا لم يفتوا بعدم انتخابه كما فعل الشيخ بشير النجفي ؟ وماذا سيقول هؤلاء المراجع العظام إذا كان المالكي يمّثل إرادة الشعب وخياره ؟ هل سيقفون ضدّ إرادة الشعب وخياره إرضاءا لهذا الطرف السياسي أو ذالك الطرف ؟ أم أنّهم سيحترمون هذه الإرادة باعتبارها تمّثل ولاية الشعب على نفسه ؟ ولماذا تصرّ هذه الأطراف المغرضة على زج مراجع الدين في معمعة الصراعات السياسية ؟ أليست هذه محاولة شيطانية من أجل اسقاط هيبة المرجعية ومكانتها الدينية والاجتماعية بين الناس ؟ لماذا هذا الاصرار على إسقاط هيبة مراجعنا العظام ؟ .
إنّ ترويج مثل هذه الإشاعات لا تحتاج إلى جهد لمعرفة دوافعها , فالأخبار المتواترة عن فوز نوري المالكي الكاسح في بغداد وباقي محافظات العراق , جعل هذه الأطراف تفقد رشدها وتلهث وراء السراب , فالمالكي أيّها السادة فيما إذا حقق هذا الفوز الكاسح , فهو يمّثل إرادة الشعب وخياره , ومراجعنا العظام لا يمكن أن يقفوا في يوم من الأيام بالضد من إرادة أبناء شعبهم وخياره , وهم يعلمون جيدا أنّ لا قرار فوق إرادة الشعب وخياره .

أحدث المقالات