23 نوفمبر، 2024 2:37 م
Search
Close this search box.

ساعتان أنتظار!!

في ممر لا تسمع فيه غير أنين الألم وصوت الحزن وصراخ الشكوى
عيناي تسترقان المشهد وأذناي تلتقطان قصص الحاجه والعوز وتفاصيل المعانات هناك حيث تعلمك الحياة حجم النعم التي لا تستشعرها!
قبل وصولي كنت وجلًا غاضبًا ساخطًا على ما حل بأمنيتي. كانت داخلى عاصفة من التساؤلات: لماذا تتغذى ابنتي عن طريق أنبوب؟ لماذا تلازمها أنبوبة الأكسجين ولا تفارق أبنتي الجميلة التي في عمر الزهور، ولم يحن ربيعها العشرون عاجزة عن العناية بنفسها؟
آه لظلم الحياة!
ما هذا الامتحان الصعب الذي أمر به ما هذا الامتحان الذي سلب ابتسامة بيتي؟
وبعد انتظار ساعتين فى المستشفى جاءني الجواب لكل ما يدور بداخلي من أسئلة حتى أننى استحييت من شكواي وجثوت على ركبتيّ شاكرًا ربي لأنادي زوجتى وأخبرها أن ابنتنا بخير، فابنتنا لا تشكوى من شيء رغم كل المعاناة، وما رأيته وسمعته يجعلنا الأفضل ويشعرني أنني لم أعرف النعمة التي بين يديّ!
أتعرفين ماذا كان ينقصنا ؟!
الرضا والتقبل هذا ما يجعل أمرنا خير مع كل المصاعب.
هنا استحضرت قوله تعالى
﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ التغابن (11).
يا الله كم كانت الساعتان صاعقة نزلت على رأسي لتبعثر الهم الذي نزل بي. نعم الرضا هو تقبل الموجود وترك البحث عن المفقود!

أحدث المقالات

أحدث المقالات