20 سبتمبر، 2024 12:57 ص
Search
Close this search box.

احتراق …شجرة…امرأة

 الحياة كالشجرة والانسان بمختلف اطواره اشبه ما يكون بها بعضهم يبدأ حياته بالسعي الحثيث لبناء مستقبله ويجعل جذره يمتد عميقا ليستطيل الجذع عاليا وتتفرع الفروع والاوراق …

قد تختلف على مر الزمن اخلاقه  قد تتغير صفاته قد تختلف نواياه فهو ان كان يجتهد السعي لأجل الحياة فيظل همه الجذر  يقوى ويقوى ثم سرعان ما يموت النسخ ويجف الجذر ويتحلل بالتراب اذ يموت الانسان ولايبقى شيء منه لا على ظاهر الارض ولا في باطنها …من التراب والى التراب .

الانسان في الحالة الثانية يسعى للدنيا والاخرة فهو يجتهد ليمد الجذور بأسمىانواع الطيبات ويمتد الجذع عاليا وتتفرع عنه الاغصان محملة بأجمل الاوراق بل بأطيب الثمرات …شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين تلك هي النيات الطيبة والاعمال الصالحة التي وان مات الانسان الذي اتى بها فستظل حية في صفحة الزمن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء …

انهم المجتهدون لبناء الحياة الجادون في سبيل جعلها اجمل وافضل دون ان تكون مصالحهم الخاصة أهم من مصلحة الجميع اي المصلحة العامة .

على ذكر المصلحة العامة أذكر انني قرأت اول درس في كتاب الاخلاق والوطنية هوان من المهم بل ومن الواجب تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة …

ترى من يعمل هذا في هذا الزمن …؟

لا اريد ان اخوض في ذلك فالجواب يدمي القلوب  اللهم الا ما ندر.

فالغالب على الامور هو اتباع المصالح الشخصية والاطماع وهنا اتوقف عند بعض وصايا الامام علي بن ابي طالب عليه السلام اذ يقول:

(رويدا يسفر الظلام كأن وردت الاظعان ,يوشك من اسرع ان يلحق !واعلم يابني انَّ من كانت مطيته الَّليل والنهار ,فانه يسار به وان كان واقفا,ويقطع المسافة وان كان مقيما وادعا.

 واعلم يقينا انَّك لن تبلغ أملك ,ولن تعدو أجلك, وانك في سبيل من كان قبلك فخفض في الطلب ,وأجمل في المكتسب ,فأنه ربَّ طلب قد جر الى حرب ,فليس كل طالب بمرزوق ,ولا كل مجمل بمحروم .وأكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك الى الرغائب ,فانك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا .ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا. وما خير خير لا ينال الا بشر ,وبيسر لا ينال الا بعسر؟!

واياك ان توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة ,وان استطعت ألا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل. فانك مدرك قسمك ,وآخذ سهمك ,وان اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وان كان منة).

ترى من يقرأ ويفهم ويطبق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟….…………………

في مثل هذا اليوم وقبل ست سنوات من هذا التاريخ حدث امر غريب ومحير

ذلك هو ان تلك المرأة التي كانت موظفة في احدى الدوائر الحكومية في البلد عادت ظهيرة ذلك اليوم فواجهت حقيقة مؤلمة حقيقة كانت تجهلها لما يزيد عن عقدين من الزمن حقيقة كذب وخيانة فهل تملك ان تعفو او تصفح …؟

………………….

الخشب والنار علامة دائمة من البداية الى النهاية

لقد احترقت بالنار آخر آمالها وتحطمت بتلك الزوبعة كل ما كان لها من أهداف .فهل توقف الزمن  وهل ستستسلم لذلك البؤس …؟

ترى كم هم سعداء بهذا الاحتراق …ربما وكما هو معلوم ان الشجرة لم تنتهي لكن مادتها تحولت من حال الى آخر ,تحولت من الصلب الى الرماد الذي بقي على الارض والى حالة الغاز وهو الدخان الذي ارتفع الى الفضاء وهكذا تبقى الشجرة بمحتلف الاشكال المادية كما بدأت قبل ذلك من مواد مختلفة التراب والماء والهواء والبذرة التي وهبها الله تعالى الحياة بأمره الذي اذا شاء قال للشيء كن فيكون.

اما روحها فذلك امر لا يعلمه الا الله تعالى .

كانت حكاية تلك المرأة كحكاية هذه الشجرة …اهو امر الله …؟

السؤال يلح على فكرها وكلما تعمقت فيه ازدادت حيرة ولا يخرجها من الحزن واليأس الا امر واحد وهوانها تركت الامر لله وهووحده اعلم واعرف وهو وحده الذي ترفع له شكايتها وتتحدث اليه بأمرها وقد اسدلت الستار عن الخوض في الحديث الى غيره .انه هو وحده ارحم الراحمين وخير المسؤولين .

أحدث المقالات