كثيرة هي الدول التي عملت على تهديم ابناء الحوزة الناطقة.
وكثيرة هي الجهات التي سعت الى تشتيتهم.
وكم من اموال طائلة صُرِفت من اجل هذا الشيء.
وكم من إعلام مُزيّف حاول النفخ في هذا الموضوع.
المسألة وما فيها، انها بُغضاً بأبيك.
هكذا قالوا يوما للحسين في طف الشهادة.
اختصروا القصة، ولم يُناقشوا سيد الشهداء.
أتوه من الآخِر.
بُغضاً بأبيك.
الاعداء.
الخونة..
المُرجفين…
الدولة البيزنطية….
الخوارج…..
وقفوا وأمامهم صورة علي، لا صورة ابنه.
علي…الذي لم تأخذه في الله لومة لائم..
علي…الذي لم يُميز بالحق بين اخ وصديق وعدو..
علي…الذي خسر الاعم الاغلب ممن حوله، لانه كان لا يُجامل على حساب الحق.
وهكذا هي الحياة تتجدد، ويعيد التاريخ نفسه.
ولكن هذه المرة، اختلفت الساعة والاسماء فقط.
الا انه وبين كل هذا الظلام الداكن الخانق، برزت وجوه من المخلصين المناصرين في السابق، وها هي اليوم تتكرر في اللاحق من الايام.
رجال كما عهدناهم، صدقوا الوعد بالامس مع مرجعهم ووليهم، واليوم مشوا خلف قائدهم، وفاءا لدماء ابيه من جهة، وحق قائدهم عليهم من جهة اخرى.
رجال هبوا وزحفوا زُرافات، كما رايناهم ايام القتال ضد المحتل الغاشم.
لبوا النداء ولم يخونوا الامانة.
قالوا لقائدهم:
نحن معكم معكم…..
لست متشائما من نتائج الانتخابات، لحسن ظني بالله.
ولكن المشاهد المُبكية التي رأيتها بعيني، ستغنيني عن اية نتيجة، مهما كانت.
المهم كل المهم، في خروجنا وزحفنا، اننا بعثنا برسائل عديدة لكل الذين راهنوا طيلة كل تلك السنوات على تفتيت الخط الصدري، وابعاد جمهوره عن قيادته، مفادها:
قول سيدة الخدر زينب لاعداء اخيها:
كد كيدك واسعى سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحُ ذكرنا.
جليل النوري
يوم الجمعة الموافق للثاني من شهر رجب الأصب للعام ١٤٣٥