18 ديسمبر، 2024 9:42 م

مع ان الزمن الذي نعيشه واحد، لكن استشعاره ليس بنفس المستوى لدى الناس، بل لا مبالغة من القول ان مرور هذا الزمن المعروف في اطار الساعة والدقيقة والثانية على الأوطان والأمم ليس على حدٍ سواء ، فلكل مرحلة زمنها وشروطها والتزاماتها!

ولذلك يبدو من المهم الاشارة هنا إلى ارتباط هذا الموضوع بحالة التقدم أو النكوص، والرخاء والشدّة، ولا سيما مع تراكم حالة كل منهما واستمرارها وسرعة مسيرها نحو ذلك الاتجاه او ذاك.

وكما نلمح دوماَ إلى ضرورة ابقاء حالة الوعي بأهمية النهوض وعدم الاستسلام إلى حالة التراجع، فان من المهم كذلك تلازم هذا الوعي مع ادراك قيمة الزمن والتعاطي معه بالشكل المطلوب الذي يبقيه تحت السيطرة ودون افلات او ضياع.

وليس واقعنا عما نقول ببعيد، فان مسيرة عقدين من الزمان نحو الانحدار دون تحقيق ولو فاصل من التعافي له تأثيراته وانعكاساته على زمننا المحيط بنا، فلا بد من ادراك ان الوقت الموجود ليس متاحاً كما كان سابقاً، وان النظام الذي شاخ مبكراً وأوغل فيه الفساد والاخفاق يتناقص عمره بالتتابع وتواصل الفعل دون استدراك، أما عدم شعور الغالبية بذلك فهو ليس مدعاة للاطمئنان أبداً بل هو وقوع تحت سطوة الوهم وظاهر الحياة والقوة، وناقوس خطر لا بد ان تصحو الأجيال لدقاته العنيفة المتواصلة يوماً قبل ان تستفيق على فوات الأوان

وهكذا، فإذا كنا نتكلم عن ضرورة تبني مشروع النهضة فلا بد ان نرفق معه شعار (المسارعة) تلك التي تنتبه إلى ضغط الزمن واقتراب نفاذ منحة الأنفاس، وتقدير قيمة ذلك الزمن الذي يمر بنا فلا يمكن التعامل معه بصورة كسولة او متفائلة دون أرضية واقعية تحقق ذلك الشعور بأي حال من الأحوال.

لنجعل شعارنا وحتى نتمكن من البقاء ثلاثية لا تنازل عنها: (وعي) يحقق (نهضة) باداء محكوم بـ (مسارعة) دون تأخير او إبطاء!.