25 نوفمبر، 2024 10:41 ص
Search
Close this search box.

سيناريو تشكيل الحكومة..وسعي المالكي للفوز بالولاية الثالثة

سيناريو تشكيل الحكومة..وسعي المالكي للفوز بالولاية الثالثة

 هناك جملة نقاط يمكن أن تكون مؤشرات على سيناريو تشكيل الحكومة المقبلة وسعي المالكي للفوز بولاية ثالثة ، نضع ملامحها كتصورات أمام  الرأي العام والباحثين ، كي تكون معينا لهم في وضع تصورات ، توضح أبعاد هذا السيناريو ..وهنا نود تأشير النقاط التالية :
1.أن محاولات تشكيل الحكومة الجديدة في العراق، في ظل ماحصدته عدد من الكتل السياسية الكبيرة وما حصلت عليه من نقاط مهمة تؤهلها للفوز  بمراتب متقدمة ، وأن يكون لها دور في تشكيل الحكومة، بدأ يدخل دائرة الجدل والتفاهمات وربما يشتد الصراع ويكون في اوجه هذه المرة، بعد ان  اقتربت احلام البعض من ان يكون لهم حظوة في ان يكون بمقدورهم ترشيح شخصيات من داخل كتلهم للتنافس على منصب رئاسة الوزراء، اضافة  الى مرشح دولة القانون الحالي نوري المالكي، الذي يسعى بكل جهده لكي لاتذهب منه رئاسة الوزراء وهو يأمل الحصول على الولاية الثالثة بأي ثمن  ، في وقت مازال المالكي يطرح نفسه على انه المرشح الاوفر حظا لنيل هذا المنصب مرة أخرى ، ربما لعدم وجود توافق على البدائل المقترحة حتى  داخل التحالف الوطني.
2. يأمل الصدريون ان يحدث توافق بينهم وبين كتلة المواطن لايجاد تحالف يؤهلهم للحصول على منصب رئاسة الوزراء، إذ يرى الصدريون ربما ان  المجلس الأعلى لم يرشح أي من قيادييه حتى الان ، وان راح البعض منهم يتحرك بهذا الاتجاه، وهم أسماء معروفة، لكنهم يعتقدون انه اذا لم يكن لدى  كتلة المواطن رغبة في أن يتولوا رئاسة الوزراء، فهم ياملون ان يكون المنصب من حصتهم ، بعد ان يتم التحالف بين كتلة المواطن والتيار الصدري ، إذ ان كتلة المالكي تبحث هي الاخرى عن تحالفات، مقابلة، وهي تعتقد انها لن تسلم منصب رئاسة الوزراء بسهولة، ولهذا فان المالكي ربما لديه قناعة بأنه حظوظه ستكون الأوفر في نهاية المطاف، فهو يراقب ويتابع ويسعى لاستمالة كتلة المواطن الى جانبه، واعضاء من كتل محسوبة على  المكون الآخر، لكي يبعد صيغة الحكومة عن اطارها الطائفي، أو هكذا يريد ان يصور للآخرين الذين يتهمونه بالطائفي  انه الان سوف يخرج من  شرنقتها، ليكون حكومة أغلبية سياسية، بعد ان يرتب اوضاعه الاقليمية والدولية وحتى المحلية مع الانبار ليحل أزمتها بأية طريقة.
3. يراهن المالكي على الفائزين من جماعة الانبار من جماعة سعدون الدليمي وابو ريشة والهايس ، اضافة الى كتلة تغيير الكردية ، لتشكيل تكتل  سياسي وأطراف من داخل التحالف الوطني بضمنهم حزب الفضيلة وفيلق بدر والمستقلين يضيف الى دولة القانون حجما أكبر من جهة، ويبعدها عن  الاطار الطائفي من جهة أخرى، لكن المالكي سيبقى في كل الاحوال هو المتحكم باللعبة، لكنه سيعدل من سلوكيته واسلوب تعامله لكي لايخلق أزمات  مع الآخرين، وهو يعد دخوله في أزمة مع الانبار هي من أوضعته في هذا الموقف الانتخابي المحرج، إذ انه لو كانت علاقات المالكي مع شيوخ الانبار وبعض سياسييها على مايرام ولم يختلق معهم هذه الأزمة، لكانت حظوظه بالفوز أسهل ، إذ ان حلفائه يستغلون نقاط ضعفه، ومكامن أخطائه  السياسية لينفذوا الى مطمحهم الأساس بان يزيحوا المالكي عن طريقهم ويستولوا على منصب رئاسة الوزراء تحت ضغط عدم وجود حالة تقبل لا  داخل المكون السني ولا الكردي على المالكي، وهم جميعا يسعون لإزاحته عن طريقهم بأي ثمن، وسيجد المالكي صعوبات بالغة في هذه المواجهة
معهم، لكنه مايزال يراهن على ايران والولايات المتحدة وما يقدمه من ( تنازلات ) لاطراف اقليمية للسعودية ودول الخليج وحتى تركيا عبر وفود  سرية وعلنية ربما، كي لاتضيع منه فرصة تولي الولاية الثالثة التي يستقتل المالكي للفوز بها مرة أخرى.
4. ان الحوارات التي فتحها المالكي مع شخصيات رفيعة معارضة له في الانبار، ربما تفتح بابا للنفق المظلم في هذه العلاقة التي أصيبت بنكسات مريرة، يصعب إستعادة تلك العلاقة الايجابية التي كانت تربطه بأهل الانبار الذين كانوا يرون فيه أملا في ان يكبحوا جماح الميليشيات، لكن رعاية  المالكي لبعض الميليشيات وشنه حربه هذه ضد الانبار وتدميره لمعالم محافظتهم بهذه الطريقة المروعة واصراره قبل الانتخابات على عدم التفاوض  مع وجوهها وقيادييها وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة واختلاق أزمة العلواني هو من ترك جراحا من الالام وانقطعت الكثير من الجسور ، حتى ان  اعادة بعض هذه العلاقات ولو في أبسط أشكالها ربما يحتاج منه الى ان يقدم ( تنازلات ) كبيرة، عله يحظى بمقبولية لدى أهل الانبار، لكي يفوز بالولاية الثالثة، وهو يدرك ان حربه على الانبار في الوقت الذي سهلت علية الولاية الثالثة وحققت حالة من العداوة الطائفية والشحن الطائفي الا انها عادت عليه بخسائر سياسية تجرع منها الكثير مما لايستوجب الخوض في هكذا معركة، ليس لها ما يبررها على الاطلاق، وسيبقى أهل الانبار ورموزها يكنون أقصى حالات الحقد والكراهية للمالكي حتى لو فرش لهم الأرض من ذهب، فنظرة أهل الانبار اليه وصلت مرحلة من القطيعة لايمكن لأي ترقيع مهما بذل من جهد أن يعيد ترميمها ، وسيكون لهم معه حساب عندما يحين الوقت، فإهانة أهل الانبار  بهذه الطريقة التي تعامل بها المالكي  معهم لن تمر دون ان يكون لديهم القدرة على ان يجرعوه كؤوس المرارة إن تورط في خوض الحرب معهم مرة أخرى.
5. ربما تفاجأ الكثيرون بأن السيد عمار الحكيم ما ان شعر بنشوة النصر بعد حصوله على مواقع متقدمة في الانتخابات، حتى راح يصعد من خطابه ضد المكون الآخر ، في وقت كان التركيز في السابق يجري على مفاهيم الشراكة الوطنية ، ويخفف قدر امكانه  من أن يوجه الإتهام للمكون الآخر( السني ) بانه لم يختلف عن المالكي في لهجة الخطاب المتشدد وبخاصة ضد من أسماهم / داعش / وكان المالكي يقصد بهم أهل الانبار والمكون السني، الذي غالبا ما يجري قتل جماعة داعش لكونهم من هذا المكون، حتى قيل ان أي مواطن من هذا المكون يتم قتله يطلق عليه ( داعشيا ) وقد راحت هذه التسمية تطلق على أي عربي سني يتم استهدافه سواء في عمليات عسكرية أو ملاحقات  أو حتى لو لم يكن هذا المواطن قد له صلة بأي مسلح كان، ولم تكن لديه ربما حتى ( نوايا ) أن يكون ضد أحد، وما خرج به السيد عمار الحكيم بعد ساعات من اعلان تقدمهم في النتائج الاولية غير الرسمية من خطاب متشنج وموغل في الشحن الطائفي حتى تغيرات لهجته كليا، حتى ليعتقد المرأ انه ليس من المستحسن ان يتم التصعيد في لغة
الخطاب ضد المكون الآخر بهذه الطريقة وفي هذا الظرف الحرج والعصيب ، وهو المعروف بخطابه التسامحي المعتدل المتزن المتعقل القادر على الاقناع، وهو الذي سهل عليه الحصول على مواقع متقدمة، لكن استغراب البعض من لهجة التشدد مع الساعات الاولى لإنتصاره الانتخابي يخلق حالات من الشك والمخاوف لدى الطرف الآخر ان من يمسك بالسلطة ينقلب على شركائه، ما ان يدرك ان قدمه قد وصلت الى كرسي السلطة، كي يشعر الاخرون انه لن يختلف كثيرا عن المالكي وتوجهاته المتشددة ضد الطرف الآخر.
6.سيطول أمر تشكيل الحكومة وتدخل الصراعات والتمنيات والمطامح اهتمامات الكتل الفائزة، وسيكون لدى محور متحدون وعلاوي والعربية وكتل أخرى القدرة على فرض شروطها او لنقل إسماع رغبتها للآخرين بصوت عال هذه المرة انهم سيسعون بكل السبل لكي لايعاد المالكي الى الحكم مرة أخرى، حتى لو قدم الكثير من التنازلات، ومع هذا ستبقى الكتل المحسوبة على المكون العرب السني تراقب الوضع وتجري الحوارات وتشجع كل من كتلة المواطن او التيار الصدري لتشكيل تكتل جديد يخدم آمالهم في ان يكون منصب رئاسة الوزراء من حصتهم وهو ما سعوا اليه ، وهذه هي الفترة الذهبية التي ينبغي التحرك عليها في هذا الإتجاه.
7. ستكون هناك حكومة شراكة وطنية وليس حكومة أغلبية سياسية ، اذ ان كلا من رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم ورئيس التيار الصدري مقتدى الصدر والتحالف الكردستاني وبخاصة مسعود البارزاني يؤكدون بإستمرار على ان التوافق وحكومة الشراكة هو المبدأ الذي ينبغي ان تقام عليه الحومة الجديدة.
8. سيكون الاكراد، عدا كتلة تغيير من اكثر المعارضين لتولي المالكي الولاية الثالثة ، ويقف البارزاني بقوة مع هذا المنهج الذي يؤكده بإستمرار حتى بعد انتهاء الانتخابات، بالدعوة للإسراع بتشكيل حكومة عراقية تلبي طموحات العراقيين بعيدة عن التسلط والدكتاتورية حسب قوله، ولن يكون بمقدور أحد أن يقصي الاكراد او يقف حائلا دون تحقيق مطالبهم، وهم يسعون لفرض شروطهم على من يريد ان يترشح لرئاسة الوزراء، لكنهم لن يكونوا متشددين مع المرشحين الجدد، لكنهم سيزيدون من سقف مطالبهم ان عاد المالكي الى السلطة مرة أخرى، بعد ان يقدم لهم ( تنازلات ) ربما لم يحلم بها الاكراد هذه المرة، فهو لايريد ان تضيع منه فرصة الولاية الثالثة وربما سيلبي رغبات وامال كل من يريد ان يتفاهم معه على مايود عرضه من مطالب أو عراقيل كانت تقف بوجه المحاولات السابقة لردم الهوة مع الأكراد ومع آخرين، كون المالكي في موقف ( الضعيف ) هذه المرة، ومجيئه الى كرسي السلطة لولاية ثالثة لابد وان يدفع فاتورته المزيد من ( التنازلات)..
9.من المتوقع ان يحصل ائتلاف / متحدون / على الاصوات التي تؤهله لان يكون له موقعا مهما، وحصة الاسد لائتلاف / متحدون / ستكون في محافظتي نينوى وبغداد تليها في الاهمية  صلاح الدين وديالى ثم كركوك والانبار ، وقد حصل متحدون على مواقع تؤهله لأن يكون لهم موقع مؤثر في الحكومة المقبلة.
10.ستكون قائمة الوطنية التابعة للدكتور اياد علاوي في ادنى حصص الكتل المحسوبة على المكون السني، وربما يتراوح عدد اصوات / الوطنية / بين 15 – 20 مقعدا على اكثر تقدير، وتأتي من محافظتي بغداد وتصويت الخارج وبخاصة في الاردن، اما الانبار فحصة الدكتور اياد علاوي في ادنى حصص الكتل التي ستتصارع على ساحة الانبار وهي التي يرأسها ابو ريشة وسعدون الدليمي ومحمد الهايس والمحافظ ، اذ سيحصلون ربما على ثلث اصوات المحافظة ، عن طريق تخصيص مواقع تكون تحت سيطرتهم وهم من يضعون الاوراق في الصناديق وسيكون التزوير على أشده، وسيرغمون الاجهزة الامنية والعسكرية في المحافظة او ضمن مناطقهم للتصويت بالجملة لصالحهم.
11.ربما لاتحصل الكتل ذات الطابع المدني وائتلاف العراق الا على 10 –15 مقعدا على ابعد تقدير ان لم يكن تحت هذا الرقم بكثير، باعتبار ان هناك ميلا للتغيير من جهة،ومحاولات بعض الناس تسقيط الاخرين عن طريق اصوات غير محسوبة على الجانب الطائفي او ربما شماتة بكتل سياسية لها، من المكونين سوية، لكي لاتفوز مرة اخرى بعد ان ملت الناس من الكثير من الوجوه الحالية، ولهذا فان اغلب توجهات الشباب والعاطلين عن العمل تنحو باتجاه الائتلافات غير المحسوبة على الجانب الطائفي، وسيكون لها ثقل ملحوظ هذه المرة.
12. وعلى صعيد التحالف الكردستاني فقد صعد نجم البارزاني واضمحل دور الطالباني وجماعة الاتحاد الوطني وتحصل جماعة التغيير والمعارضة الاسلامية الكردية على حصة الاسد من المقاعد الكردية، وائتلاف الكتل الكردية سيسعى للتحالف مع التيار الصدري وكتلة المواطن ومتحدون واطراف عراقية مستقلة لترشيح رئيس للوزراء لايكون المالكي من بينهم،  فورقة المالكي لدى الاكراد احترقت كليا ولم يتبق لديه اي رصيد معهم سوى جماعة التغيير الذين يحاولون مد خيوط علاقة اقوى مع المالكي، وهو يتناغم معهم في ان يكون لهم حظوة في مستقبل الاكراد.
13.التيار الصدري اعلن عن مرشحه لرئاسة الوزراء ( علي دواي ) ولديه مرشحين اضافيين لكن القلق يأتي من المجلس الاعلى الذي لم يعلن عن مرشحه حتى الان، وهو ينتظر حجمه من المقاعد ليقرر في النهاية مع من يكون لكن توجهه الحالي ضد ما يصدر عن المالكي من وجهات نظر بشأن سبيل قيادة الدولة، فالحكيم لايزال من انصار( دولة المشاركة القوية ) والمالكي من مناصري ( الأغلبية السياسية ) والحكيم ينحى باتجاه رفض الاستبداد والتسلط وان يكون لهم دور كبير في القرار المستقبلي وهو لايعلن رفضه الكلي للمالكي لكن كل تصريحاته الاخيرة بالضد من توجهات المالكي حتى وان لم يتم الاعلان صراحة عن اسم المالكي لكنه يقصده بالتلميح المباشر لا بالتصريح او العلن، وهناك جملة اسئلة غامضة لدى ائتلاف الحكيم المسمى بالمواطن، فعدم اعلانه عن اسم مرشحه حتى الان رغم وجود شخصيات مؤثرة ويمكن ان تنال القبول مثل عادل عبد المهدي باقر الزبيدي لكنه يريد انتظار النتائج وترقب ما سيحصل من اصوات ومقاعد ليفرض شروطه، داخل التحالف الوطني الذي يريد كل من التيار الصدري والحكيم تقويته هذه المرة بعد ان تشتت جسده وراح ائتلاف دولة القانون يتحكم بقيادة البلد دون ان يعطيهم فرصة  المشاركة ماعدوها استبعادا لدورهم في القيادة العليا وفي الاجماع على صنع القرار داخل التحالف الوطني.
14. ستكون حظوظ جماعة ثوار الانبار في الانتخابات المقبلة تحت قيادة محور الشيخ علي الحاتم والشيوخ الرافضين لتوجهات ابو ريشة وسعدون والمحافظ اكبر هذه المرة ، ولديهم شعبية كبيرة داخل المحافظة لكن امالهم في الفوز ضعيفة او ان اصواتهم ستكون اقل بسبب سيطرة جماعة ابو ريشة بالتنسيق مع عساكر المالكي في  الانبار ليكون لهم دور مؤثر على حساب دور الثوار الذين لم يرشح اغلبهم لكن لهم اصوات داخل المحافظة ويعدون رقما صعبا في معادلة الانبار كونهم يعتمدون على تحالف عشائري كبير في الرمادي، ولهم قبول اجتماعي وعشائري اوسع، وهم يراهنون على مكانتهم الاعتبارية اكثر مما يراهنون على مستقبل الانتخابات.
15.بإمكان / متحدون / ان يتحالف مع التيار الصدري والمجلس الاعلى والاكراد وكتل مستقلة تظهر لاحقا لتكوين الكتلة الاكبر التي يكون لديها موقع مؤثر، رغم ان رئاسة الوزراء محسومة للتحالف الوطني الا ان رئاسة الجمهورية قد تكون من حصة متحدون والبرلمان من حصة الاكراد، اضافة الى وزارات مهمة ينبغي الحصول عليها وبخاصة الوزارات السيادية، ويبدو ان موقع وزارة الدفاع محسوم للمكون السني والداخلية للمكون الشيعي والخارجية او المالية للكرد او بالتقاسم مع ائتلاف دولة القانون الذي لابد وان يكون له وزارات مهمة.
16.لن يكون الامريكان والاتحاد الاوربي داعمين للمالكي بقوة هذه المرة، فقد ادرك الاميركان ان ورقة المالكي استهلكت وربما احترقت جماهيريا، ولهذا فهم لابد ان يسايروا رغبة العراقيين الجامعة باتجاه التغيير، وقد لايرفضون تسنم شخصية من المجلس الاعلى أو التيار الصدري لرئاسة الوزراء لكنهم يريدون ضمانات بان الاتفاقات التي وقعها المالكي معهم ستكون واجبة التطبيق، وعدم التخلي عنها بأي شكل من الاشكال، لكنهم مع كل هذا ينتظرون نهاية الحوارات بين الكتل العراقية ليقرروا فقد يكون المالكي قد اقنع الكثيرين منهم بأنه هو البديل الذي يراهن عليه المكون الشيعي بضغط ايراني في ان يحقق لهم الاهداف المتوخاة في ان يبقى الورقة الرابحة لمواجهة المكونات الاخرى وفي ان يبقى لهم مقود السلطة الى أمد بعيد.
17.كما ان ايران لاتريد ان تكون داعمة للمالكي على طول الخط  هي الاخرى، وهي لاتعارض ان يتولى المجلس الأعلى أو التيار الصدري رئاسة الوزراء لكنهم يخشون من تأثير الكتل الاخرى خارج التحالف الوطني من ان يتم اشراكهم بقوة في سلطة القرار وهو مالا يروق لطهران، التي تريد ان تبقى سلطة التحكم قائمة بيد اطراف التحالف الوطني، وليس لديها معارضة لمن يحكم من جماعة التحالف الوطني سوى ان يبقى يحافظ على دورها في انها ستبقى تتحكم لوقت طويل في مستقبل العراق وهي من ترسم للحاكم الجديد طريقه الذي لاينبغي له ان يخرج عنه، وتريد ان يكون تأثيرالاطراف السياسية  الاخرى من خارج التحالف الوطني هامشيا.
هذه هي الملاحظات والاستناجات التي يمكن ان نؤشرها على مستقبل الانتخابات في العراق وهي مؤشرات واقعية شمولية ، رسمت خارطة التحالفات المستقبلية او وضعت القائمين على قيادة البلد امام مسارات ينبغي ان يتم التهيئة لمواقع قياداتهم داخل مسيرة العملية السياسية بالتاكيد ان يكون لهم دور اكبر مما حاول المالكي حرمانهم منه لسنوات، وعلى التحالف الوطني ان يعيد رسم معالم مرحلة جديدة تخرج من شرنقة التحالفات الطائفية على الاقل والاعتراف بحق كل المكونات ان يكون لها دور مرسوم يتناسب وحجمها ومكانتها، ان أريد بناء دولة العراق على أسس من العدالة ودولة المؤسسات والقانون واحترام حق الاخر في العيش المشترك ومغادرة كل مآسي المرحلة السابقة وما رفقها من خراب لمعالم الدولة وفقدان لهيبتها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات