اصبح اليوم العالم بأسره يعيش بين حالتين الاولى حالة السلام الدائم مع نشر افكار الثقافة العامة والثانية الارهاب ونشر افكار التطرف والتشدد الفكري بإسم الدين او المذهب او القومية.. وللاسف الشديد ان الحالة الثانية وجدت طريقها الى تقسيم مكونات الشعوب والعزف على الوتر الطائفي فاستطاعت من خلال هذه التوجهات الوصول الى اغلب طبقات المكون او الطائفة وفي بعض الاحيان ومن خلال ماشاهدناه على ارض الواقع في بعض الدول وفي مقدمتها العراق قد وصلت الى مبتغاها المطلوب من خلال انضمام بعض اصحاب الكفاءات والالقاب العلمية تحت خيمة الارهاب بحجة الانتقام او الانزعاج من الوضع القائم…
ان ماتعانيه اغلب دول العالم اليوم في مجال مكافحة الارهاب هو الفاصل الموجود بين سياسة الحكومات ومتطلبات الشعوب واولها عزل المواطنين عن المشاركة بصياغة بعض القرارات التي تخص الشارع الجماهيري وربما يساعد في بناء سياسة الدولة الصحيحة. فكل نظام دولة مبني على اساس دستور كتبت فقراته من الحالة التي يعيشها ابناءها وربما كتابة هذا الدستور على عجل نتيجة ظروف محلية اودولية احيانا تجد في بعض فقراته بعض الثغرات التي تساعد كل من يحمل افكار ارهابية على نشر هذه الثقافة بين اوساط المتضررين من هذه الثغرات تحت مسميات طائفية عديدة اهمها استغلال الطابع الديني او القومي او القبلي بذلك لان اغلب الشعوب وخاصة تلك الشعوب المتأثرة بالنعرة الطائفية مازالت تعيش تحت فكرة الظالم والمظلوم دون ان تقدم ادنى فكرة لتصحيح المسار الذي تعيشه ضمن قوانين الدولة التي تعيش فيها..
ان مكافحة الارهاب من خلال التحصين الفكري يبدأ من العائلة وكيفية بناءها بصورة صحيحة على اساس انها جزء من مجتمع عام يقع عليها واجبات كثيرة مثلما لديها حقوق وامتيازات تستحقها من الدولة وقيام رب الاسرة بايضاح كل الملابسات والتساؤلات الموجودة داخل افكار ابناء هذه العائلة وكذلك متابعته الدائمة لهم وكيفية اختيار الصديق الصالح وتقديم النصح الدائم وابعادهم عن مفهوم محاسبة هفوات واخطاء المسؤول بطريقة الانتقام الشخصي او العبث بممتلكات الدولة على اعتبارها من ضمن املاك المسؤولين في حين انها املاك للشعوب وباقية معهم عند زوال اوتغيير اي نظام سياسي….
لقد مررنا في العراق بتجربة مريرة جدا مع فكرة الارهاب ونشره في بعض المناطق والتجمعات السكانية وكان سببه الاول هو تصدير افكار خارجية الى عقول بعض الافراد بحجة تصحيح المسار او المطالبة بحقوقهم وماشجع على ذلك وجود بعض الاشخاص في موقع المسؤولية سواء في الجانب العسكري او السياسي لم يكونوا مدركين للخطر الذي يحيط بهم نتيجة سياستهم الخاطئة وهذا ماشجع هؤلاء الجماعات او الاشخاص بنشر فكرة الانتقام بطريقة الارهاب بعيدا عن مفهوم عدالة القانون….