19 ديسمبر، 2024 2:44 ص

هرط: خلط وسفسف بالكلام.

وفي بعض اللهجات المحلية تستعمل كلمات “هرطه” , ” يهرط” لوصف الذي يتكلم كثيرا دون جدوى.

الواقع المُدان يهيمن عليه الهرّاطون بألسنتهم وأقلامهم , فلا فائدة مما يقولون ويكتبون , وكأنهم يصبون الزيت على النار , ويحسبون ما يأتون به طيبا ومفيدا للمتلقين.

الأقلام تهرط في المواقع والصحف ووسائل الإعلام المتنوعة.

وعلى المنابر يهرط المتاجرون بما يشاؤون.

والناس في حيرة , بعد أن أترِعَت رؤوسها بعبارات الدجل والتضليل والبهتان المُعيب.

الهرّاطون يتكاثرون , حتى فقدت الكلمة قيمتها وأهميتها , وصار أي كلام “مجرد كلام”!!

فما نفع الكتابة وهم يهرطون , وبهراطهم يتسيّدون , وعلى الناسيتحايلون , فيغفلونهم ويضللونهم , ويسوقونهم إلى سوء المصير , وجحيمات سقر , وفقا لتخريجات هراطية ذات نتائج مأساوية.

“عوفه هذا يهرط” , أي إتركه لأنه “يخيط ويخربط” , فهل وجدتم مَن يستمع لمِن “يهرط”؟

أقلامنا “تهرط”  , و” الخرط ماله والي” .

فما أرخص الكلام !!

وما أحط الأقلام المأجورة صاحبة الهرط المستدام!!

فلماذا تكتبون؟

ولماذا تضيّعون الأوقات في بحيرات الأوهام؟

الهرط إمام , ودعاته يتربعون على عروش المنابر والكراسي , ويحلون لأنفسهم , ما يقولون عنه حرام!!

مجتمعات الهرط لا تعترف بالعزة وتنكر الأباة والكرام!!

المواعظ هرط , لأنها ترائي وتحابي وتجيد تأجيج الخصام!!

فأين العدل والحق وقيمة الإنسان والأمن والسلام؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات