1 ــ خطأً اعتقدنا, أن الدين الأسلامي شيء, والأسلام السياسي شيء أخر, الحقائق التاريخية اثبتت, لا يوجد في الأسلام شيء غير السياسي والأقتصادي والعسكري, والتوسع بلا حدود, نبي الأسلام, كان تاجراً وسياسياً بارعاً وعسكري متفوق, وخير من جاءت به المرحلة, ليغلف بثوب الأسلام, جلد الجاهلية في المجتمع الصحراوي, كان حريص على ثورته ونظامه الطبقي الجديد, قبل وفاته خلط الأوراق على ابن عمه الأمام على, فوضع السلطات وملفات “المقدس” بيد الصحابة الطبقيين, ابابكر وعمر وعثمان, وجاء علي مرتبكاً “بعد خراب البصرة”, علي كان رجل دين وعقيدة وعدل ومعرفة وحكمة, بعيداً عن ملفات السياسة ومطباتها الملوثة بالمكر الوقيعة, خذلوه ثم طعنوه ثم قتلوه, نكلوا بأولاده واسرته, واخرهم ابنه الأمام الحسين, معاوية كان الأمتداد الطبيعي, لثورة التغيير التي قادها نبي الأسلام, ورغم ما ورد في القرآن, من فوضى وغموض, يبقى الأسلام الراهن, تعبير عن تاريخه المشبع بالفساد والأرهاب وحرق الحقائق, عبر الأكراه وتكفير والغاء الأخر وتدمير حقه في الوجود.
2 ــ من رحم التاريخ الدموي, للمذهبين السني والشيعي, خرجت الشلل والجماعات المارقة, بلا دين ولا عقائد ولا قيم او ضمائر رادعة, تنطق الشتيمة والتكفير والقصف العشوائي, استهدفوا اصحاب الديانات والحضارات القديمة, جرائم هجرة وتهجير, وتفجير لبيوت العبادة السكن واماكن العمل, الى جانب السيطرة على ثرواتهم وعقاراتهم, والأعتداءات المباشرة في هتك الأعراض, كما حدث اخيراً, في السبي الوحشي للأيزيديات العراقيات في سنجار, فهناك الزمر المتوحشة, كالقاعدة والنصرة وداعش, وكذلك القناص والقاتل الشعبي العراقي المجهول, المتمرد على الدوله والمجتمع, وهناك الحوتيين وحزب الله, تلك المليشيات الدموية, فقدت دينها والطريق الى ربها, وربما لا تعرفه اصلاً, موغلة بعبادة العملات الصعبة, والولاء لمصادره, انها ما تبقى من متاع ألعقائد الأسلامية الميتة, حتى ينفجر غضب الله والأرض والأنسان, ليمسح ما تبقى من تلك الفوضى المرعبة.
3 ــ بين فكي مجرشة المذهبين, الشيعي والسني, وعلى أمتداد (1400) عام, تم جرش ما تبقى من العقل العراقي, وطحن ما تبقى من نسيج الوحدة الوطنية, وترميد وحدة المشتركات, يتوه الأنسان العراقي في نفسه تماماً, بين ان يواصل نكبته في الطريق القومي الشائك, او أن يرمي مستقبله وكامل حراكه في سلة المخدر الأسلامي, حتى ولو كان مميتاً, الأزمة العراقية الراهنة, والمميتة حقاً, أعطت فرصة مثالية للمذهبين الأسلاميين, لتدمير العراق, ثم الهروب بأجزاءه, او بيعه للطامعين, ثم العمالة عليه كدلالين, فهم كيانات كارهة, للحق والعدل والصدق والأنتماء الوطني.
4 ــ بين شعوذة وغطرسة المذهبين الشيعي والسني, فقد العراق رشده ودليله في الحياة, لا يعلم, اين وكيف كان, وأين ستكون نهايتة خلف المذهبين اللدودين, مع من يقف نبيه او ضد من, والى متى يبقى الله, مرتبكاً ازاء قتل الحقيقة, والفوضى التي لا نهاية لها, وحيرته في لعبة الأنبياء, وغموض المعجزات, التي تجاوزها العقل البشري مذعوراً, لا وضوح بين من صعد ومن نزل, وبين من غادر خلسه الى السماء, وبين من انزل الرب معه الى الأرض, كي يوظفه واسماءه لأهداف دنيوية ضيقة, الكل يسأل الكل, ويشكك في ما يسمعه, وتبقى الملايين من بسطاء الناس, على ارصفة الجهالة, يجترون علف الخوف من والمستقل, في غيبوبة لا نهاية لها, في محيط يفتقر للحقيقة والصدق والشفافية, داخل نعشن يتسلط فيه المفبرك, من زائف المنقول, ومراسيم موهومة, تكتبها الأرض, وتنزلها السماء, مشحونة بقسوة المقدس.