19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

الثامن من آذار وحقوق المرأة…….؟

الثامن من آذار وحقوق المرأة…….؟

منذ أكثر من اربعة عشر قرناً مرت على الدعوة المحمدية ،ونحن لا زلنا في بداية الطريق لم نتقدم خطوة واحدة الى الأمام ،لا بل تراجعنا الى الخلف الكثير.العالم يتقدم بسرعة ويحقق المستحيل، ونحن مكانك راوح .وسط هذه المفاراقات القاتلة الكبيرة ،ألم يحق لنا أن نتسائل ،أين مصداقية الدعوة الأسلامية وسط هذا الهوس الديني الكبير؟ من الخلاف والأختلاف بين الفرق الدينية المُنتحلة ؟من خزعبلات الدين وعمائم التهريج،وداعش والقاعدة وما يُسطرون.

نحن نؤمن بأن الرسالة المحمدية جاءت بعد رسالات سماوية عديدة محدودة النفع والتطوير، ابتدأت برسالة نوح رسالة التجريد ،ومن بعده الانبياء موسى بتسع آيات بينات،والمسيحية بثلاث آيات بينان ،لكن رسالة محمد جاءت بأكثر من ستة ألاف آية كلها بينات ،يونس 15). ورسالة محمد.شملت العالم كله،الاسود والاصفر والأبيض من الجزيرة العربية الى الصين دون تفريق..ولكن ماذا استفدنا منها غير العداوات والتخريب.

والرسائل الدينية الآيديولوجية تحمل أفكارا وأن اختلفت في مراميها .فكيف اذا كانت أيديولوجية الأسلام تحمل أفكار آلهية كما يدعون ؟ والرسالة المحمدية كاملة التصديق ،أختير لها منا مبشراً بالغ الرشد صادق أمين.

2

لقوله تعالى 🙁 ما كان محمدُ أبا احدٍ من رجالكم ولكن كان رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيءعليما،الأحزاب 40). ويقول تعالى:( وما

أرسلناك الا رحمة للعالمين،الأنبياء 107).أما كان يجب خلال كل هذه السنين أن نكون أحسن الموجودين.ولكن بعد أكثر من سبعة قرون نسقط وتحتلنا المغول.ولا زال المغول يحتلون؟

أفلا يحق لنا من هذه الأيمانات ان نسأل :اين مصداقية هذه الرسالة،في مكة أم في بغداد أم في طوكيو أم في باريس،وليس في القرن السابع الميلادي فقط ، بل في القرن الاول الهجري والعاشر أوالتسعين؟ وهل ما نسمعه في الخطب والاذاعات والفضائيات-وما أكثرها لغواً وتهريجاً- هو الاسلام في كينونته الذاتية.أم هو الأسلام التاريخي الذي ساهمت في تكوينه ظروف الخطأ التي عايشها في مجتمعات الخطأ التي لازالت كما هي دون تغيير.

فهل أنطبع الأسلام بطابعها الأجتماعي تارة ،والسياسي تارة أخرى ، والمذهبي الطارىء عليه تارات أخر. ولا زلنا نريد العودة للماضي السحيق( والعودة عبر الزمن مستحيلة).أما آن الآوان لأن نعرف القانون الذي يحكم الظاهرة الذي يفرض نفسه على كل ميلاد مجتمع. كما يفعل العالم الطبيعي اليوم.

فأذا قبلنا بالرأي الذي يقول ان الأسلام شيء وما نراه ونسمعه شيء أخر،أو ان الاسلام شيء والمسلمون شيء اخر،فهذا يعني ان الاسلام يعيش في لغة الناس وليس في واقعهم،أنه يعيش في فراغ قاتل بعيدا عن التطبيق. اما يحق لنا ان نجمع كتب التفسير والفِرق الأسلامية وما فيها من خلاف وأختلاف

3

ونتلفها في بحر الظلمات الذي لا يرحم الغرقى والجاهلين.وهل سيكون علينا وزر الكافرين؟ لا بل ستنزل علينا رحمة رب العالمين.

الجواب في التفتيش عن الاسلام يشكل أشكالية كبرى اليوم في عالم الاسلام والمسلمين ،والتصدي لهذه الأشكالية هي الأكبر مادامت قيادات الامة تمنع الاسلام الحقيقي من التطبيق خوفا على امتيازاتها المسروقة من الاسلام والتي يرفضها الاسلام جملة وتفصيلا ،والا من يصدق ان الاسلام في أفغانستان والسعودية والعراق هذا هو اسلام محمد . وستبقى أمة محمد أمة مهانة متخلفة لن يكتب لها التقدم،الى أبد الأبدين مادامت بأيدي المنتفعين المتسلطين الذين يزيدون الاسلام تراجعاً وتخلفاً عبر السنين. وها ترى الوطن الأسلامي اليوم يقوده الخانعين اللاهثين وراء السلطة والمال اللعين ،خاضعين حتى للمستعمرين واصحاب خيبر وقريظة الناكثين بالعهد واليمين المعتدين.

والخلافة وسلطة الحكم ستبقى هي الامتياز لهم وعلى الناس كل الواجبات بلا حقوق غير مؤَمَنين،وقديماً قيل “ما سُل سيف في الأسلام مثلما سٌل على الخلافة”.أمر محزن هذا الذي نعيشه دون تغيير. لاندري بعد هذا الزمن الطويل اين نبحث عن الاسلام ، وفي أي زمن نريد؟ .

نبحث عنه في مكة او الزيتونة او النجف الأشرف أوالقدس،وهل نبقى نجري وراء الامام الصادق وابو حنيفة ومالك والشافعي،فشكرا لما قدموه من فضائل لكن زمنهم انتهى اليوم والزمن يلعب دور في عملية التغيير ،أم بعيوننا نحن اليوم نبحث عن اليقين؟ وهل هم يقبلون ان نبقى متخلفين ؟.

4

وهل نلتمس الاسلام في الكتب السماوية او الموضوعة أم في الواقع المرير؟ وفي أي واقع نعني؟القرن السابع الميلادي أم في واقع القرن الحادي والعشرين.

أذا أردنا ان نبحث عن الاسلام الحقيقي اليوم علينا أن ننطلق من القرآن والتآويل كما أمرنا رب العالمين،الآية 7 من سورة آل عمران). قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،ولكن من يسمح لنا في التفسير والتأويل وعصا السلطان فوق الرؤوس في كل حين.وملايين من كتب التراث المسمومة تطبع في كل سنة لتُميت عقول اليافعين،هم لا يريدوننا الا موتى بظنين،وما دروا أنهم هم الموتى من حيث لا يشعرون.

نحن نؤمن ان القرآن منزل من الله،ومحمد رسول الله،وهو خاتم الانبياء ورسالته مصدقة من رب العالمين وهم لا يؤمنون،ولو كانوا يؤمنون لصدقوا ،ولكن هم لا يسمحون بأي فهم لكتاب الله خارج عما فهمه الطبري والسيوطي وأبن كثير ، ولا يقرون ،لا بل لايسمحون لأي رأي أو اجتهاد لم يرد في كتب التراث القديم.فعلينا ان نبقى مع القديم على قدمه دون أعتراض او تفكير.

هم يؤمنون بصدق قوله:( كنتم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس،آل عمران 110). لكنهم لا يؤمنون الا بكلمة كنتم للماضي فقط وان الامة هي امة الماضي لا الحاضر والمستقبل ،وليس لأمة بعدها ان ترى أو أن تفهم أو أن تجتهد وتحلل وتقول…؟.ويرافقها كل هذا الشر المستطير..؟

هم ضد التغيير والتطوير،هم مع عربة الحصان،فهو حصان الله كما كانوا يسمونه الأندلسيون، لا السيارة او الطيارة او الانترنيت كما عند اليهود

5

والمسيحيين،يطالبون لتحقيق صلاحية الرسالة ،ولكن بأعادة عجلة التاريخ الى الوراء،ناسين أن سيرورة التاريخ متطورة لا تتوقف، فما بالهم بأعادتها الى الخلف وهذا من سُنن الله الكونية ،ولن تجد لسنة الله تبديلا،هم يسمعون للأزهر وحوزة النجف ولا يسمعون لأديسون وشتاين..هذه أمة تريد ان تقنعني انها امة حضارة السنين..؟ فأين حقوق المرأة منها ؟حقوق المرأة في الغرب واليابان والصين ،أما المرأة عنددنا ما زالت في خانة (وما ملكت أيمانهم ) الا من لهن حظ عظيم من نساء الحاكمين؟والبقية جاهزة للمتعة والمسيار وللعمامة الملونة قاتلة اليقين…؟

قلنا ان الاجابة على ما طرحناه من أسئلة اشكالية كبيرة جداً، وان التصدي لها اشكالية أكبر ، والتصدي لا يمكن ان يثمر الا اذا وضعنا اليد على مفاتيح هذه المشكلة :

علينا اولا ان نفهم فقه المرأة قبل ان نكتب ونؤلف الجمعيات الروتينية التي شبعنا منها يا مؤسسة بنت الرافدين .. وما ما وصلنا أليه من أصول، على فقه المرأة وآيات المواريث،فنتج لديه علم جديد للمواريث،يختلف عن السائد الآن في علم الفرائض،وأتضاح عنده أن التنزيل الحكيم لم يسوِ في الأرث بين الذكر والأنثى كأفراد،بل سوى بين الذكور والأناث كمجموعات. وهذا طرح جديد بحاجة الى تعريف.أما الحجاب والعزل بين الجنسين والوأد والرجم والقوامة والطلاق بالثلاث وقانون العشائر المتخلف (كصه بكصه)الى اليوم لم نسمع منهم غير الرغبة في التنفيذ القديم ،فأين الحقوق التي بها تدعون ؟.

6

،وسنحاول ما أمكننا من جهد من عرض هذه الموضوعات للقارىء الكريم مستقبلاً ، لعله يقتنع ان الأسلام المطبق اليوم هو غير أسلام محمد (ص)،فهل سننتبه ام نبقى في عالم التيه والضياع من الغارقين……. كفاية..يا مؤسسات الدين ؟