18 ديسمبر، 2024 7:42 م

ثورة الحسين (ع) في كربلاء ابعادها الدينية والسياسية والانسانية و الاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود

ثورة الحسين (ع) في كربلاء ابعادها الدينية والسياسية والانسانية و الاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود

تعتبر ثورة الامام الحسين (ع) هي اكثر ثورة او نهضة كتب عنها على مدار قرون من قبل الكتاب المسلمين والمستشرقين وذلك لخلودها على امد الدهر كونها ثورة صادقة بجميع تفاصيلها ، ويجب علينا متابعة ابعادها من جميع الجوانب ، وجميعنا نعرف ان الجانب الديني هو الصراع بين خط اعلاء كلمة لا اله إلا الله والذي يمثله الامام الحسين (ع) ، وخط (اعلوا هبل ، نحن بنات طارق ، تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة بيد الصبيان فو الذي يحلف به أبو سفيان فلا جنة ولا نار) والذي يمثله يزيد بن معاوية ، حيث ان الواجب والتكليف الشرعي هو ان يتصدى الامام الحسين (ع) لهذا الواقع من اجل حفظ قيم وسمات الدين الاسلامي ، اما الجانب السياسي منذ استشهاد الامام علي بن ابي طالب (ع) اصبح الحكم لدى المسلمين وراثي ولا يمت بأي صلة لتعاليم الاسلام وهذه الفكرة تم تطبيقها من قبل حكام بني امية و الشعوب استسلمت لها خاضعة وثورة الامام الحسين (ع) شجعت الثوار والاحرار على مقاومة الظالمين لغاية يومنا هذا ، اما الجانب الانساني منذ اول ايام رحلة الامام الحسين (ع) من المدينة الى كربلاء هي كلها انسانية لم يقبل مسلم بن عقيل ان يقتل ابن مرجانة غدرا لانه يمثل شيم واخلاق النبوة والرسالة ولم يريد ان تبدأ ثورة الحسين (ع) بالغدر والامام الحسين بالرغم من قيام الحر الرياحي  بالقيام بحصار الحسين واصحابه الا انه سقاهم الماء وكانو عطاشا وخاطبهم يوم المعركة بلسان النصح والموعظة والانسانية ، اما الجانب الاعلامي فكان بطلاه السيدة زينب (ع) والامام السجاد (ع) الذين قاما بتقديم القرابين الى الله عز وجل و مواجهة الظالمين عبيد الله بن زياد و الطاغية يزيد و عرض اسباب المهمة الحسينية والاستشهاد وايصال صوت الحق وفضح كذب بني امية ويزيد ، اما جانب التضحية والفداء لم نشهد او نسمع او نقرأ ان هناك اصحاب وابناء واخوة وابناء عمومة واقارب يتسابقون للتضحية بأنفسهم من اجل سيدهم وقائدهم حيث في معركة احد انهزم الكثير من الصحابة بعد سماعهم بمقتل الرسول محمد (ص) ونزلت، ايات قرآنية عديدة بذلك و مخالفة الكثير من الصحابة تعاليم الرسول بعد ان طمعوا بالغنائم وتركوا اماكنهم و كثير من الصحابة اصابهم الخوف والرعب في معركة الخندق و حنين بل بعض الصحابة بدئوا بشتم بعضهم البعض في غزوة خيبر والبعض تركوا الاسلام بعد وفاة الرسول الاعظم محمد (ص) ، ولكن في كربلاء يتسابق الاصحاب بالخروج للشهادة اولا و يتسابق الابناء للاستشهاد دون الحسين و الاخوة وابناء العمومة بذلوا مهجهم لكي لا يتأثر الحسين كونهم مؤمنين بالقضية وايمان هم راسخ بأمام زمانهم كونه يمثل خط الاسلام المحمدي ، اما القيادة فالحسين (ع) ادار المعركة من جميع جوانبها بحنكة وتدبر و اختار المواقع لصد الهجمات وتوجيه القادة نحو المعركة ، ولكل ثورة هناك قائد عمليات وقائد للجيوش وفي معركة الطف كان هناك قائد الجيش هو العباس (ع) الذي لازم الحسين كظله و كان هو محور شن الهجمات على جيوش بني امية وكان بعد سقوط الشهداء وذهاب الامام الحسين (ع) للشهداء لكي يبشرهم بالجنة و ابراء الذمة كان العباس يمشط ارض المعركة لكي يحافظ على اخيه الحسين و بقى على هذا الحال حتى بقى هو والحسين (ع) بمفردهما وشن حملته الاخيرة والتي دمر الجيش الموضوع على المشرعة والمقدر ب (٤٠٠٠) مقاتل وشق صفوفهم و نزل الى ماء الفرات واستشعر برودة الماء و لكنه لم يشرب قبل ان يشرب الحسين والاطفال و لم يستطيع احد على مواجهته الا ان سهام الغدر حالت بينه وبين ايصال الماء الى المخيم وخر صريعا و شهيدا وهنا قال الامام الحسين (ع) قوله الخالد الان انكسر ظهري وقلت حياتي وشمت بي عدوي اي كان العباس يمثل ثقل المعركة و مركز القوة والتماسك والفداء ، هذه بعض الاسباب التي ادت الى خلود ثورة الحسين الى الابد كون اهدافها خالصة الى الله عز وجل فقط .