18 ديسمبر، 2024 6:45 م

رايته في اول يوم وجوده في العالم الدنيا و قلت له كما قال العبد الصالح الزاهد في عبادة الله “الدنيا مراحل هذا نازل و هذا راحل” فخاطبته بهمسة في أذنه بعد ما قرأت عليه ما وجب من كتاب الله “يا غيث أنت نازل في هذه الدنيا المملوؤة بالغرور و الشهوات التي لا ترحم. عليك بوحدانية الله و سبيله و بر والديك، أما أنا فراحل، ربما لم يكن مقدرا لي مرافقتك في مرحلة نضج عقلك.
حل بقرية عالم جليل فهرع إليه أهلها بإستقبال بهيج و ترحيب و أثناء الحديث كعادة أهل الدراية و العلم يتخلل الجلسة نوع من الترويح عن النفس كما يقولون، فخاطبهم ممازحا، أنا دائما أزوركم فلم لا تأتوني أنتم؟ (في ذلك الزمان العلماء يتنقلون في البادية لنشر العلم اليقين. فعم الصمت كعادته إحتراما و تجليلا، إلا واحدا من الجماعة إستسمح الشيخ و أراد الجواب و كما في العادة والبيئة يخطبون العالم بـ “أنعم سيدي” فقال أنعم سيدي الغيث يأتينا أم نذهب أليه ؟. فقال ذلك العالم ” ما خاطبت عالما إلا و أفحمته و ما خاطبني جاهل إلا و أفحمني”. و يقول المولى عز و جل في سورة الشورى (28) (و هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا و ينشر رحمته و هو الولي الحميد).
يا مَنْ هو إسم على مسمى و حيث ما يحل يجعل كل شيئ حي، اللهم أجعله مباركا أين ما كان و أحفظه من وسوسة الشيطان و غرور الدنيا الفانية و فتنتها و أجعله يرى بالبصيرة و ألهمه الحكمة و معرفة اليقين إنك السميع الحكيم اللهم أجعله مرجعا يستورد منه طالب الحكمة و التدبيرو عبدا من عبادك الصالحين. أوصيك بتقوى الله و الزهد في هذه الدنيا حتى تنجو من غرورها و تعش هنيا مطمئن البال و حضر زادك ليوم الغد.