20 سبتمبر، 2024 12:34 ص
Search
Close this search box.

مطية الشعر!!

هل أن الشعر حمار , بغل , حصان , سيارة؟

مَن يركبه يوصف بالشاعر , ودع مهاراته في الركوب والقيادة!!

و”لكل فرس خيالها”!!

الشعر ليس كذلك , وإن صح التوصيف , تضيع قيمة الشعر لصناعة الحياة والأذواق , والتعبير عن الجمال المترقرق في الأعماق.

لكل مخلوق أدواته للتعبير عما فيه!!

والبشر له أدواته وقدراته التعبيرية , بالكلمات وبالألوان , وبالمنجزات المتنوعة , والشعر من الإبتكارات التي مارسها منذ أجاد التواصل بالكلمات.

ومعابده القديمة تزخر بالأناشيد والمقطوعات الشعرية , البواحة عن خلجات النفوس ونبضات العقول!!

الشعر على ما يبدو موهبة أولا , وعليها أن تنال الرعاية ويمتلك صاحبها قدرات الإستثمار الإبداعي فيها.

وإلا لماذا يكتب الإنسان شعرا؟

إنه نشاط وسواسي يرتهن به صاحبه , وهو كالنوبات الصرعية , تأتيه على حين غرة.

كان لي زميل شاعر مطبوع , كثيرا ما يناديني ونحن معا , “حضرت القصيدة دعني أكتبها”, وينتحي جانبا ويسطر روائع الكلام!!

وعندما يفيق من الكتابة , كأنه عاد من غيبوبة .

الشعر بلاء يحل بصاحبه , ويستهلك طاقاته النفسية والروحية والفكرية والبايولوجية , ويزعزع أنياط فؤاده , ولهذا مرض القلب يصاحب الكثير من الشعراء , كما أن الكآبة والتطرف بالسلوك والميل للإدمان على الكحول والمخدرات.

فالشاعر الحقيقي مخلوق غير سوي!!

وهناك علاقة ما بين الشعر والحالة العقلية , وقد فطن العرب لذلك منذ آماد بعيدة , وتحدثوا عن وادي عبقر , وأن لكل شاعر شيطان يوسوس في أذنيه , وكانت أسماء شياطين الشعراء معروفة .

و”إن من البيان لسحرا؟!!

أحدث المقالات