تَطَلَعَ المجتمع الجزائري في إنتخابات إثنى عشر من ديسمبر ألفين تسعة عشر إلى الصوت الحلال كما عُبِر عليه آنذاك، و في سبعة سبتمبر ألفين و أربعة و عشرين المقبل، يطمح تعزيزه بالصوت الأصيل. فما أعظمكِ يا صحوة الاثني و عشرين فيفري ألفين و تسعة عشر.
إن هذا الصوت الأصيل المتزامن بالرئاسيات يؤثر و يتأثر، يؤثر في نفسية الناخب، من خلال التحولات التي طرأت على الساحة الوطنية و الدولية في المجتمع داخل الوطن و في الجالية و كأنه ينقله من وضعية الى أخرى، وضعية سابقة جعلته مستهلك بدرجة الإمتياز و هذه السياسة في حقيقة الأمر هي منبثقة من برنامج يشمل جل الدول النامية، كما يقول عبد الوهاب المسيري ” في المجتمعات الإستهلاكية يتم إغواء الإنسان بأن حقه الأساسي هو الإستهلاك و أن إشباع اللذة هو أقصى تعبير عن الحرية الفردية”
أما أنه يتأثر، فأمام وضعية النقلة النوعية في تحول التنمية، أصبح المواطن مُأثِر بالمساهمة في البناء و التأكد من الواقع الذي جعله يتميز في منطقته. فمن خلال دعم هذا الصوت الأصيل في هذا الظرف بالذات تستطيع البلاد أن تثبت مكانتها في القارة و العالم و ترتقي الى مصف الإكتفاء الذاتي و لعب دور إقليمي و دولي على كل الأصعدة.
أسئلة كثيرة تُطْرح في كل موعد إنتخابي و خاصة في هذه المرة. هل مازال يُشَكك في قدرات الجزائري و في تحدياته، عندما يفتح له المجال ؟ هل الذهنية الأبوية لاتزال معشعشة في اذهان البعض ؟ هل القطار مازال في المحطة ؟ و هل في آخر المطاف يترسخ اليقين في ذهن المترددين ؟. الجواب تفضي به المرحلة القادمة المرتبطة بتزكية هذا الصوت بإبراز التفاني المترتب عنه من سواعد جديدة مؤهلة و ملتزمة بالتحدي.
إذا كانت الجزائر هيأت في هذه الحقبة للمواطن إتمام حريته و التعبير عن انشغالاته. فيتوجب على هذا الأخير الفعالية المتناسبة مع مكانة الدولة و تقدمها نحو الأفضل من خلال الإعتماد على الواقع و تطلعات المستقبل من المكانة في الساحة الدولية.