“الثعلب فات فات…وبذيلة سبع لفات (ملفات)”
الدول القوية دول مخابراتية , وتحكم شعوبها وتهيمن على غيرها من الدول بلعبة الملفات , فلكل شخص بارز داخلها أو خارجها ملف في دائرة المخابرات التي تتحكم بمصير البلاد والعباد , ولكل ملف حين , يستثمر فيه ويؤدي دوره المرسوم.
فالقوى المتكبرة تبحث عن “لزمات” وآليات لأكل الأكتاف وتحقيق الإذعان والإضعاف.
ومن أخطر ما يقوم به المسؤولون في الدول التي يكون فيها نظام الحكم سائبا وغابيا , إنهم يودعون الأموال في الدول القوية , والتي تجدها فرصة لفتح الملفات والمواجهة القاسية مع المسؤول , وتضعه أمام خيار أما و أو , أما تفعل كذا وكذا أو تتصرف كذا وكذا , فيجد نفسه في مأزق إذعاني لا خيار سواه.
وهذا السلوك يتكرر وما إستيقظ الحكام والمسؤولون في بعض دولنا , وقبل بضعة سنوات أحد الأقوياء هدد عدد من المسؤولين في دولة فاسدة , بأنه سيكشف حساباتهم المليارية ويشهّر بهم , لأنهم سرّاق شعوبهم , وأغلق الملف لإذعانهم وتسليمهم بالأمر الواقع , وعلى صاحب الملف أن يفعل ما يشاء بالأموال المنهوبة.
والمتابع لوسائل الإعلام في الدول القوية , يكتشف أنها منابر لفتح ملفات وتحقيق غايات ما , ولا يوجد موضوع تسلط عليه الأضواء الإعلامية , إلا وقد نهض بعد فتح ملفه.
ولهذا تجدنا في دوامة فتح ملفات ما بين الدول والأشخاص والحكومات , فالحقيقة أن معظم الدول الضعيفة مرهونة بالملفات , والمسؤولون فيها يتحركون في وحل من الويلات والتداعيات , ولن تجد نظام حكم في الدول المُستهدَفة يعمل لصالح البلاد والشعب , وإنما لصالح أصحاب الملفات المفتوحة ضده.
فلماذا تكون الكراسي رهائن الملفات؟!!
د-صادق السامرائي