الضباع هائجة والظباء لائجة , تصرخ وتستغيث , وما حولها يدس رأسه في الرمال.
دع الضباع تفتك بالظباء , والدور قادم على الأبدان المدفونة الرؤوس , إنها مسألة وقت ونداء جوع.
الضباع شرسة وتحسب الظباء عدوانية لابد من تطهير الأرض من وجودها.
حصل ذلك في عالم الديناصورات التي إنقرضت , بعد أن صار آكلها من جنسها , وكل منقرض يكون ماحقه من جنسه.
فالعناصر تمحق نفسها بنفسها , وما بقيت عقيدة أو حزب , ومعظمها تحولت إلى عصف مأكول.
إن أكبر قوة في الدنيا لا تستطيع محق غيرها , إن لم تتوفر في القوة المُستهدَفة عوامل الإتلاف الذاتي.
فالأهداف مرهونة بعناصرها , التي إذا تفاعلت مع الطامع فيها , فأنه سيفوز بوجبة شهية وبجهدٍ أقل.
الظباء تتمرغ بدمائها , وتسحقها زناجير العدوان الفائق القدرات والتدمير , ومن حولها مخلوقات لا ترى ولا تسمع , وتحسبها قرابين أعيادها السرابية.
الظباء تُفترَس , في إحتفاليات آدمية , في سوح الوغى الذي تحولت فيه بعض الظباء إلى ذئاب تنهش لحم نوعها.
وبعضها صار يتحالف مع المفترسين ظنا منه بأنه سينجو من أنياب الظالمين , وتناسى أنه أكل قبل أن يؤكل الثور البيض , وإن إفتراسه لقريب.
عجائب تفاعلات وكأنها مهرجانات للأنس الرخيص , الذي يتمتع به بعض المميزين على حساب الملايين , والساقطين في حفرة الأرقام المنسية.
فهل يعلم الجاحدون أي منقلب سينقلبون؟
الأرض تدور , وما عليها يخور , فالتراب خِوان ثريد!!
د-صادق السامرائي