العادات والتقاليد عند الشرقيين تختلف تماما عن بقية الشعوب ولكل شعب تقاليد وأعراف يراها هي الأصح والأمثل وحتى التقاليد عند المسلمين تختلف من قومية إلى قومية ، ولكن تبقى هناك خطوط ثابتة بمثابة الكليات والرئيسيات يتفق عليها الكثير رغم اختلاف الدين والطائفة وحتى العرق .
فالمعروف عن الخطبة والزواج تكون عادة وفي المجتمعات المحافظة التي تسير وفق نهج ( تراثي ) يتم السؤال عن البنت المراد اقتران الأبن بها وعن ماضي عائلتها ومستوى أخلاق والدتها وشقيقاتها وخالاتها وعماتها وحتى يصل السؤال عن سمعة ( الأجداد ) حتى يتم الموافقة المبدئية عليها قبل الذهاب إلى بيت العروس وطلب يدها ، كما هناك حديث نبوي ولو أنه ضعيف غير مسند عن الرسول الأكرم ( ص ) يقول ” تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ” وفيه اشارة واضحة وتلميح صريح باختيار النظيف وهنا يقصد الرسول الأكرم (ص) الطاهر من الرذائل المشينة بكل أنواعها .
مقدمتي هذه الغاية منها يجب أن تتطابق مع رؤى الناس لمرشحي الانتخابات والبالغ عددهم ( 9040) مرشح ومرشحة من كل محافظات العراق وفيهم العلماني والإسلامي والمتملق والمثقف والجاهل والنصاب والشريف والعفيف والعاهرة ( سراً ) ولو اني اشك بنسبة كبيرة تكاد تكون كالشمس تغطي عقل الكاتب حين افكر بعدم نزاهة الكل ، هنا نقصد حين افكر أن ليس لهم غايات مادية فسوف اكون كاذبا لأني متأكد أن الغاية الكبيرة والعظيمة هي طلبا للحصول على المنافع قبل كل اعتبار وحتى لا أكون ظالما وافسح المجال لكذا متصيد ( فاشل ) أن يتهمني بالتعميم اقول إن نسبة الطامعين هم ( 99%) من المرشحين وانا من يتحمل هذه النسبة أمام الله أولا وأمام التاريخ .
على العراقيين أن يتعاملوا مع المرشح وكأنهم يختاروا العروس لأبنهم الوحيد ، فالماضي هو ترجمة للحاضر وهو نبراس المستقبل ومن كان بماضٍ مخزي لا ينفع معه كل مساحيق التلميع وما عليكم إلا الرجوع لماضي ( س ) أو ( ص ) لتعرفوا بالمطلق هل يستحق هذا المرشح بصمة بنفسجية أم لا يستحق ، وفي حالة عدم وجود أدلة على ماضي فلان أو فلانة فبإلامكان الاعتماد على ماضي السنوات الأربعة التي ظل فيها ( السياسي ) ماكثا على صدورنا وهو متنعم بكل المميزات والشعب يصد بصدره العاري كل الموت والقتل ، هم متنعمون بالرواتب وهناك الآلاف من العاطلين بلا عمل ، وأصعب منشور على نفسي قراءته قبل يومين في احدى القنوات العراقية هو” خروج مظاهرة في كربلاء المقدسة لحملة ( الشهادات العليا ) لانهم بلا تعيين ” وهنا نقول هل يستحق هؤلاء الفاشلون ( الساسة ) الاحترام وأغلبهم بلا شهادات وشبابنا بشهادات عليا بدون عمل فمنهم من يعمل حمالاً وهو يحمل ماجستير ومنهم من يعمل محاسبا في شركة ( تعبانة ) وهو دكتوراه بأحد العلوم ومنهم من يحمل بكالوريوس هندسة وهو سائق تكسي وهناك العشرات من الأمثلة تدمي القلب وتحرق الوجدان عن شباب بشهادات بلا تعيين وهم دخلوا العقد الرابع من العمر فمتى سيتزوج ويكون أسرة ويعيش كما يعيش عامة الناس في الدول الأخرى .
علينا أن نتعامل مع المرشحين وكأننا نبحث عن امرأة يتزوجها أحدنا ويجب أن تكون بماضي وحاضر نظيف وإلا ضاع البيت وأصبح الزوج يخرج من البيت صباحا ليجد الغرباء نائمون في غرفته وعلى فراشه وهذا هو حال الساسة الجدد عندما يعودون وكأن أحدهم امرأة عاهرة تم تكريمها ووضعها بقصر ومعها الخدم والحشم وها هي تمارس الرذيلة مع العبيد وتحمل اسماءنا وعند سفرها خارج القطر لا تبخل على أحد بما تملك من ( مال وجسد ) ونحن نستحق اكثر من هذا لأننا من وضعها بهذه المكانة الرفيعة .
علينا أن نفهم الفكرة في اختيار المرشحين كما السطور أعلاه لنضمن ولو الحد الأدنى من الاختيار الصحيح وإلا ضاع أسم العراق في غرف الدول العربية والعالمية وضاعت اموالنا وتبخرت على لذات حقيرة لهذه المرأة ونحن المغفلون والمؤيدون لها باختيارنا الخاطئ .