18 ديسمبر، 2024 10:02 م

من ينقذنا من ابتزاز السيطرات؟

من ينقذنا من ابتزاز السيطرات؟

إذا كانت إحدى البرلمانيات أشارت إلى 1000 دولار تمنح لأفراد السيطرات كافية لدخول أية حاوية مهما كانت حمولتها، فإن صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أشارت الى ان منح 20 دولاراً فقط الى بعض عناصر السيطرات كافية لدخول عناصر الدواعش الى أي مكان في العراق!
وحينما نتحدث عن الابتزاز والفساد والرشاوى التي يحصل عليها بعض أفراد السيطرات، فلأن تلك الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير وعلني بحيث بدأت منذ نحو أسبوع تظاهرات لسائقي الشاحنات أمام سيطرة الصفرة في ديالى، حيث اكد احد سائقي الشاحنات ان سيطرة الجوادر شرقي بغداد وسيطرة الغزالية وسيطرة اليوسفية إضافة الى سيطرة الصفرة في ديالى تعتبر اكثر السيطرات ابتزازاً للمواطنين وانتهاكاً لحقوقهم!

حقيقة.. انا لا استغرب حالات الابتزاز التي نشهدها في هذه السيطرة او تلك، اذ سبق وان تعرضت شخصيا الى ابتزاز ودفع رشاوى مقابل السماح بدخول “تنكر الكاز” الى منطقة الغزالية، او غيرها من حالات ابتزاز لا مجال لذكرها هنا!
نعم.. سبق وان كتبت عن ظاهرة الابتزاز والرشى التي يحصل عليها عناصر بعض السيطرات في بغداد، لكن يبدو ان المسؤولين في وزارة الداخلية لا تعنيهم هذه الظاهرة حتى اصبح رفض هذه الظاهرة علنيا من قبل سائقي الشاحنات الذين رفعوا صوتهم عاليا نتيجة “رفع” سعر السماح لهم بالمرور من تلك السيطرات!

السيطرات الأمنية وخاصة عند مداخل بغداد يفترض ان تكون في اعلى مراحل اليقظة والحذر لمنع تسلل بعض الإرهابيين الى مدن بغداد الحبيبة، لكن “تساهل” افراد تلك السيطرات سواء كانوا مراتب او ضباطا، غالبا ما تكون سبب التفجيرات التي تحدث بين فترة وأخرى، واذا مان كان “مسؤولو الداخلية” يشككون بحديثنا، فهذه دعوة أوجهها لهم لإرسال أي شخص “متنكراً” من قبلهم الى اية سيطرة ليروا بأنفسهم كيف ان 20 دولارا أي 25 ألف دينار كافية لمرور اية سيارة دون تفتيشها مهما كانت حمولتها من الأشخاص او البضائع!!

ربما.. قبل ثلاثة أيام انتبه بعض المسؤولين الى هذه الظاهرة، فأوعزوا الى تشكيل “لجنة” لمتابعة هذه الظاهرة!! وما دام تم الايعاز الى تشكيل لجنة فهذا يعني انه تم “تمييع” هذه الظاهرة، اذ كم هي اللجان التي تشكلت لمناقشة هذه الظاهرة او تلك ولم تخرج بنتيجة تذكر، في حين مجلس النواب في “سبات” تام عن مثل هذه الظواهر.

لا أعتقد ان هناك مؤسسة في كل دوام العالم لها “مرونة” في دوامها مثلما يحصل مع دوام برلمانيينا اذ انهم يداومون يومين في الأسبوع ليستمتعوا باسبوع إجازة، والذي يشكك بهذا الكلام ليراجع أيام الشهر الماضي ليلمسوا كم كان دوام البرلمانيين!!
المهم.. نهمس اليوم داعين الى إيجاد حلول مناسبة لإنقاذنا من ابتزاز بعض السيطرات، نقول نهمس اليوم بعد ان علت بالأمس صرخات سواق الشاحنات من هذا الابتزاز، فهل من مجيب؟

نقلا عن صحيفة المشرق