ما نقرأه في معظم الكتابات , أن ما كانَ (مضى) تتحقق قراءته وفقا لما هو كائن أو معاصر , وفي ذلك تجني على ما حصل في زمان ما ومكان ما.
فعندما ينظرون لتأريخ الأمة , يرونها وكأنها في معزل عن محيطها آنذاك , فتتداعى تصورات وهذيانات لا صلة لها بالواقع الذي كانت فيه.
فلكل زمان أحداثه وتفاعلاته ومعطياته , وما عندنا اليوم لم يكن عندهم , وما نعرفه ما كانوا يعرفونه.
وعالمهم ربما سمي كذلك لندرة المعارف حينها , فتمكن من هضم ما متوفر من العلوم المتوارثة , وهي قليلة بالمقارنة لما لدينا اليوم.
فواقعنا عيونه غير عيون واقع الأمس , فالآرض تدور وما فوق التراب يتحول إلى أحوال تفترسها أحوال.
فليس من المعقول طرح تساؤلات معاصرة على حالات غابرة.
ربما الوعي القائم يرفدنا بقدرات تبصرية غير مسبوقة , لكنها لا تعني أن علينا أن نتحامل على الماضي.
الكتابات التحاملية عدوانية وإنفعالية , لا تمت للواقع الحقيقي للحالة التي ننظرها.
فتأريخ الأمة لا يختلف عن تأريخ الأمم التي عاصرتها , ولا يجوز ربط أحداثها بالإسلام فقط.
الإسلام دين , والدولة لها آلياتها وأساليب إدارتها , ويمكن إتخاذ الدين كوسيلة للحكم , فالدولة فوق الدين مهما توهمنا وحاولنا خداع أنفسنا , حتى الأنبياء يعرفون ذلك!!
و”الدهر كالدهر والأيام واحدة…والناس للناس والدنيا لمن غلبا”!!
د-صادق السامرائي